سلسلة خيال مواطن ... شداد في أزمة مناقصات

السلام عليكم :

قبل أن أبدأ نثر قصتي هذه، لا بد لي أن أذكر أخي القاريء بثلاثة أشياء أساسية:

1. إستعنت بقانون المناقصات لتأكيد بعض الممارسات ومفاهيم القانون العام للمناقصة مع التأكيد أني إستندت على الخبرة في بعض الطرح (واعذروني إذا ما غفلت عن شيء).
2. القصة من وحي الخيال ولكنني كتبتها لتعكس الواقع ولإعطاء فهم عام عن ماهية المناقصات ولماذا تشكل عبء مادي على مال الدولة على ظن البعض.
3. هناك بعض المشاهد لا تتعلق بالمناقصات ولكنها مكملة لسناريو القصة وتعطي بعض الإيحاءات.
4. أخيرا .. أرجوا المداخلة مع الأخذ في عين الإعتبار عدم الإساءة إلى مجلس المناقصات أو الأمانة المناطة لدى المسؤلين وما ستتطرق إليه سيناريو القصة (لا أشير لأي أحد والأسماء مستعارة) ما هي إلا أسباب من ضمن الكثير من الأسباب التي ترهق الرأي العام فيما يخص المناقصات .. والرأي العام عن المناقصات ذميم وهذا ما نراه في المشاركات في هذه السبلة ، فعكفت أكتب هذه وفي عاتقي التوكل على الله بأنها ستسد شتات رأي العامة عن المناقصات الحكومية ولو بالشيء اليسير الذي يزيدكم دراية وثقافة، بإذن الله.

المشهد الأول: الرئيس في المنزل
" بجفاء ..تخاطب المرأة زوجها ... أرجوا أن لا تتأخر في العمل اليوم .. أريد الذهاب الى المركز التجاري"، زوجة عزيز بن مرجل رئيس هيئة حكومية لتطوير المدينة الجديدة تصرخ في وجه عزيز كعادتها الصباحية والمسائية .. عزيز بن مرجل الرئيس التنفيذي الجديد المتطلع إلى مستقبل أفضل له ولشركاءه (أقصد شركاء الحياه أبنائه وزوجته) ، مرجل صاحب الخبرة الطويلة في القطاع الحكومي والذي كان لأكثر من 20 سنة مدير دائرة مشتريات في أحد الوزارات وخبرة سنة واحده كمدير عام للشؤون الإدارية، والذي تربطه علاقة حميمه مع رئيس مجلس إدارة الهيئة لتطوير المدينة الجديدة ...

وبعد أن أعطى الوعد لزوجته بعدم التأخر وألزم نفسه بأن يشتري لها خاتمين ألماس وأخر زمرد لو تأخر عن الموعد، ركب سيارته الحكومية الجديدة (الفاخرة) التي حصل عليها على إستحقاق من ضمن مزايا الوظيفة الجديدة ... ولكن لم يكن له أن يشتري تلك السيارة والتي يتجاوز سعرها ال27 ألف ريال إلا بزيادة 12 ألف ريال من جيبه للوكالة فالمخصص من الحكومة لشراء سيارة جديدة لرئيس هيئة لا يتجاوز ال 15 ألف ريال فقط بينما عزيز مرجل حلم بهكذا سيارة وعليها تلك الأرقام الحمراء و كلمة عمــــــــان (نبض وطننا) ممدودة على تلك اللوحة ... (إستحقاق من الدرجة الأولى لا حسد ولا بعثرة كلام تفوق التوقعات من نتائج خبرات طويلة في إدارة هيئات حكومية ...) ، فقرر دفع الزيادة وهو عالم بعطايا الحكومة لمن يخدم بإخلاص ويحقق إنجازات عظام ...

المشهد الثاني: الرئيس يبدأ عمله
ترجل عزيز بن مرجل من تلكم السيارة الفاخرة أمام مقر الهيئة وركض الحارس يفتح الباب ويأخذ السيارة إلى الموقف والذي لا يبعد أكثر من 10 أمتار من البوابة الرئيسية وما أن نزل وركب المصعد إلى الطابق الأخير من المبنى المستأجر الجديد والمؤثث بأغلى أثاث مكتبي والذي كلف أكثر من 300 الف ريال مقسمة على شكل مناقصات داخلية ، حتى تلقاه مرة أخرى المنسق ومصادفة كان المؤهل البارع والمهندس المحترف شديد بجانبه يبدأ بالتحية ... دخل عزيز بن مرجل إلى مكتبه ، وهيبة عالي المقام تملء محياه بلا سلام ولا تحية، وجلس على الكرسي الطبي والذي أخذ وقت طويل ليختاره وذلك للوقاية من ألام الظهر في هذه الوظيفة الجديدة ، ستر الله وإلا كاد الكرسي أن يكون مناقصة لولا مسؤل المبيعات البارع جلب له كرسي ب100 ريال وكتب في الفاتورة أن قيمته 1000 ريال وهو ألماني مع المواصفات الطبية العالمية ليقتنع الرئيس مرجل، فمفاهيمه الشرائيه ل 20 سنة كمدير للمشتريات هي "أن الرخيص خايس" ولازم يجلس على شيء فيه قيمه ماديه ... على كل حال الغيبة غير حميده وفي القرأن ملعونة إلا أن القصد من هذا تفصيص بعض الفصوص لغير العارفين من أهل أطياب النفوس ...

دق المهندس شديد باب المدير العام ليأذن له بالدخول .. دخل ومعه 3 ملفات كبيرة وإبتسامة التفائل ترتسم على محياه ... ماذا معك؟ هل من جديد يا بش مهندس؟ ..أدخل و شد الباب خلفك يا شديد ... رد المهندس شديد: مرحبا سيدي عزيز ، معي تحليل مقترحات المشاريع الجديدة .. قفز مرجل من كرسية الطبي وفي خيالاته الكثير من المراجل والعروض .. ولكن قاطعه المهندس الفذ بأن إقتراح طرح المناقصات في المشاريع الجديدة يجب أن تخضع لقانون مجلس المناقصات ولا يخضع لإستثناء من أحكام المادتين (1) ، (2) من قانون المجلس والذي ينص على أنه "... يجوز للوزارات والجهات الحكومية في العقود والأعمال التي لا تزيد تكلفتها عن 250,000 ألف ريال عماني تشكيل لجان داخليه للمناقصات تتولا طرح وإعلان فتح المناقصات .... ." ، وهذه المشاريع غير إستثنائيه.

مرجل وهو مدير مشتريات سابق يفهم جيدا ماذا يعني إسناد المناقصات خلال مجلس المناقصات ويحفظ المادة رقم 2 من قانون المناقصات كما يحفظ أنه شديد بن مرجل والذي يقضي بأن مجلس المناقصات يتولى مسئولية جميع المناقصات الحكومية ويقوم بالدعوة للمناقصة، فتح العطاءات، فتح تحاليل العطاءات .. مراجعة المواصفات ، فتح مضاريف الشركات الإستشارية، تكوين لجان متابعة المناقصات، الخ ... إختصارا ، يتولى مجلس المناقصات جميع إجراءات المناقصة والمتابعة الدقيقة ، يتذكر مرجل هذه الإجراءات ويرتسم في وجهه تعابير من التشائمات.

عندها رفع مرجل رأسه قليلا وقال لمهندسنا الفطن، إترك ملفات مقترح المشاريع معي سأدرسها وأوافيك، "طلب قهوة بالحليب بدون سكر .. خوفا من إرتفاع السكري المنتشر في كل بيت " ... جلس يتأمل تلك الملفات والكثير من الدراسات التي أعدها وحللها المهندس شديد مع الإستعانة بالشركة الإستشارية العملاقة (تم إختيار الشركة الإستشاريه في بداية تأسيس الهيئة عن طريق مناقصة داخلية او "بطريق الممارسة" لمساعدة الهيئة فيما يتعلق بمشاريع المدينة الجديدة وقامت الشركة الإستشارية بتعيين المهندس شحاته)، كان تحليل المشاريع والإقتراحات كالآتي:

- المشروع الاول ، بناء وترميم مرافق فندق الضيافة في المدينة الجديدة والتكلفة التقديرية للمشروع تقريبا 700 ألف ريال.
- المشروع الثاني ، إنارة الطريق السريع الذي يربط أول المدينة بأخرها والتكلفة التقديرية للمشروع تقريبا مليون ومئتين وخمسين ألف ريال.
- المشروع الثالث ، تجميل المدينة الجديدة والتكلفة التقديرية للمشروع تقريبا 450 ألف ريال .. ويشمل بناء حديقة عامة.
طبعا المهندس شديد يحسن الظن كثيرا برئيسه التنفيذي عزيز مرجل ، فهو من الرجال العمليين، لا يحب تعطيل الأمور في المشاريع المهمه ، ووجهة نظر مرجل أن مجلس المناقصات سيأخر القرارات والمشاريع الحيوية ومن المفترض أن يفتتح أحد أضخم المشاريع السياحية خلال العام القادم، ومرجل يود أن يكون مشروع الإنارة وتجميل المدينة وبناء المرافق قد تم إنجازة خلال إفتتاح ذلك المعلم السياحي ، ويمتع المسؤلين الكبار، وهم من أحسن الظن فيه وأولوه الثقه ، بتلك الإنجازات العظيمة التي تحققت خلال ترأسه هيئة تطوير المدينة الجديدة والمردود السياحي الكبير المرجو من هذا المشروع ، وهو يذكر جيدا تلك المقابلة التلفزيونية مع أحد مسؤلي وزارة السياحة والتي خيبة الأمال وهو لا يريد لهذه المدينة كتلك النهاية (رابط المقابلة التلفزيونية) ... http://www.s-oman.net/avb/showthread.php?t=510078

هكذا، قام مرجل يتأمل ويقرأ بعناية تلك الملفات حتى دخلت الساعة الرابعة والنصف ولم يبقى عن الموعد الذي أعطاه لزوجته سوى نصف ساعة ... قفز حينها بسرعة خوفا أن يخسر الرهان وينفذ ما ألزم به نفسه من وعد وهو يحدث نفسه " .. لو أن عندي زوجه من نرد الؤلؤ ... لا تشكي ولا تبكي أبدا! ... سأوقف هذه المتمرده عند حدها اليوم لكي أتفرغ للأمانه .." وأخذ يتذمر يزمجر ويهرجل حتى وصل المنزل .. وما أن وصل وحتى بدل الله الحال إلى حال .. وأخذها حيث أرادت وملفات الثلاث مشاريع في الكرسي الخلفي بجنب الحقيبة ليقوم بدراستهن في الطرف الأول من الليل ...".

المشهد الثالث: دراسة إقتراح المناقصات
عاد كعادته مرجل إلى مكتبه في صباح اليوم التالي ومعه الثلاث ملفات التي أرهقته طوال الليل يفكر في أمرهن قبل عرضهن على مجلس الإدارة وأكثر ما كان يقلقه هو خضوعهن لإجراءات مجلس المناقصات ... وبعد تفكير عميق إنبرت في نفسه فكرة وهي تقسيم المشروع الكبير إلى مشاريع صغيرة ويعطي كل مشروع القدر الكافي من المبررات والتحليل الفني .. بسرعة إتصل بن مرجل برجلنا المثالي والمهندس البارع شديد وأخبره بالنوايا الحسنة ، شديد يتفكر في براعة رئيسه ويحدث نفسه بأنه سيقوم بإدارة هذه المشاريع مما سيظيف إلى سيرته الذاتية وستسقل هذه المشاريع مواهبه ، ولكنه تنبه للمخالفة القانونية للمرسوم السلطاني وقانون مجلس المناقصات ولربما هذا التحايل سيعرض المشاريع الثلاثة للخطر ، عندها خرج شديد من خياله وعاد بعقله إلى عزيز بن مرجل وقال له على حياء ، سيدي مرجل هل هذا مخالف للقانون؟ لم يلتفت مرجل لتلك الملاحظة وكأنه لم يسمعها وقاطعه يشرح طريقة تقسيم المشاريع والتي ستكون على النحو التالي:
- قسم مشروع بناء وترميم فنادق الضيافة إلى ثلاث مشاريع صغيرة وهي ترميم الوحدات القديمة، بناء وحدات جديدة ، إعادة تأثيث المرافق القديمة و الجديدة.

- لم يستطع تقسيم مشروع إنارة الطريق السريع، إلا إلى مراحل وهذا ربما سينتبه له مجلس المناقصات لأنه وحسب قانون المجلس من المادة الثانية أنه يجب أن ترسل صورة من تحاليل المناقصة وقرار إسنادها إلى المجلس للعلم، قرر بن مرجل إبقاء المشروع كما هو.
- قسم المشروع الثالث إلى مشروعين وهما مشروع تجميل المدينة الجديدة ومشروع بناء الحديقة.
ولكن ما أخذل شديد قليل ، أن مرجل إتصل فورا بالإستشاري شحاته وعرض عليه الأمر وإقترح شحاته بأن الشركة الإستشارية ستقوم بإعادة تحليل المشاريع الثلاثة وكتابة المقترحات والمبررات ليتم عرضهن إلى مجلس الإدارة في أقرب وقت ممكن ، مع إسناد إدارة المشاريع الثلاث للشركة الإستشارية، وشديد المدرب على إدارة المشاريع كان قد عد العدة.

المشهد الرابع : موافقة مجلس الإدارة والإعداد للمناقصات
بعد العمل الكبير الذي قدمه الإستشاري شحاته حول المناقصات السته! ، والمبرارات القوية لإقامة تلك المشاريع والتي تعتبر من ضمن خطة تطوير المدينة الجديدة وافق مجلس إدارة الهيئة على إقامة تلك المناقصات وتشكيل اللجان الداخلية اللازمة والتي جلها يترأسها رئيس الهيئة السيد عزيز بن مرجل وعضوية بعض مدراء عموم من الهيئة وأخرين من وزارة المالية ووزارة الإسكان وترسل مناقصة إنارة الطريق السريع لمجلس المناقصات ... قام المهندس شديد بعمل الإجراءات اللازمة وحساب الموازنة المطلوبة للمشروع أخذا في الحسبان المكافئات وعلاوات أعضاء اللجنة خلال تنفيذ المشروع (عادة في كل إجتماع يتم تسليم شيك بمبلغ أو في الحساب بسند صرف بمكافأة بسيطة لعضو اللجنة على المشاركة في الإجتماع وصب الخبرات للخروج بأفضل القرارات ... )
عين شديد كمنسق للمشروع والشركة الإستشارية مدير للمشروع وأوكل لهم كل المهام المتعلقة بالمشاريع ومن ضمنها متابعة مجلس المناقصات في مشروع إنارة الطريق السريع ...
قدم الإستشاري فاتورته لإدارة المشاريع القادمة والتي جزءت هي الأخرى إلى عنصريين أساسيين:
1. إدارة المشروع
2. مراقبة الجودة
بعد أخذ وعطاء مع الرئيس التنفيذي عزيز بن مرجل وافق على الفاتورة وأمر شديد بعمل أوامر تغيريه والدفع حسب شروط التعاقد على دفعات وخلال تنفيذ المشروعات.
قام الإستشاري شحاته بإعداد كراسة المناقصة او كما تسمى (RFP/RFQ/RFS) للمشاريع الداخلية وإعداد الوثائق الأخرى لمجلس المناقصات، هذه الكراسة تحتوي عادة على ثلاث عناصر مهمة:
1. مقدمة عن المؤسسة .
2. مقدمة عن المشروع ، المتطلبات و المواصفات الفنية وطريقة كتابة العرض.
3. القوانيين والشروط للمتقدم.

المشهد الخامس: مراحل إستلام وتقييم العروض من الشركات المتقدمة للمشاريع
تم الإنتهاء من كتابة كراسات العرض وعرضها على الدائرة القانونية ودائرة المشتريات للخروج بملاحظات الدوائر المختصة، وقام شديد بهذه المهمة على أكمل وجه ، وأصبحت المناقصة جاهزة للطرح، تم الإعلان عن المناقصات الخمس الداخلية في الجرائد الرسمية، وتم وضع شرط بإستلام كراسة المناقصة من دائرة المشتريات في فترة لا تتجاوز العشرة أيام، أما مشروع الإنارة فلا زال في مجلس المناقصات للدراسة ...
قامت مجموعة من الشركات بشراء كراسة العرض ودراسة جدوى المشروع، وبعد أربعة أسابيع من الدراسة والتحليل تقدمت مجموعة من الشركات بعروضها لكل مشروع ... بعض الشركات تنبهت لطبيعة المشاريع من حيث النوع فبادرت بتقديم عرضين للمشاريع الخمسة (أي قامت بدمج مشروع الترميم والبناء في عرض ومشروع التجميل والحديقة في عرض أخر)! والذي تعارض مع شروط كراسة العرض ، هذه االشروط راجعها السيد عزيز بن مرجل بدقة متناهية!

بعد التقييم الأولي للشركات والمسمى (KNOCK-OUT CRITERIA) .. أو معايير الإستبعاد والتي عادة ما تكتب في كراسة المناقصة، بقي من الشركات المنافسة ثلاث شركات لكل مشروع ومن ضمن الشركات المستبعده تلك الشركات التي قدمت عرضين فقط، وتم إستدعاء الشركات التي تجاوزت معايير الإستبعاد لعرض المقترح وخطة المشروع وإمكانيات و خلفية الشركة المالية والفنية وذلك للتقييم النهائي.

خلال تقييم الشركات فنيا وماليا ، حاول الرئيس التنفيذي عزيز بن مرجل التملص عن الكثير من الإتصالات والتي وردت من مختلف الجهات والشركات لمقابلته شخصيا وفي كثير من الأحيان كان التوفيق حليفة إلا في بعض المقابلات والتي كانت على شكل "أريد أجي أشرب شاي معاك في المكتب"، لم يتمكن بن مرجل التملص منها وأنّا له ذلك! ...
على كل حال، إنتهى تقييم الشركات وأبلى شديد والإستشاري شحاته بلاء حسنا وقدموا التقرير النهائي للعرض على لجنة المناقصة، في تلك الأيام جاءت موافقة مجلس المناقصات على مشروع إنارة الطريق السريع وتم الإعلان عن طريق المجلس عن المناقصة في الجرائد الرسمية.
خلاصة تقرير التقييم النهائي كان كالآتي:
- مشروع الترميم أسند لشركة نامنوم العالمية درجة أولى وهي شركة مساهمة لها 15 سنة في السوق ، شراكة مع أحد رجالات الأعمال.
- مشروع بناء المرافق الجديدة : أسند لشركة سالكيمناجي العالمية وهي شركة محلية مملوكة لرجل أعمال.
- مشروع تأثيث المرافق : أسند لشركة ساندي للاثاث العالمية وهي شركة محلية.
- مشروع تجميل المدينة الجديدة وأسند لشركة بنسام – لرجل أعمال محلي وهي شركة محلية متواضعه ولكن مسجلة كشركة من الدرجة الأولى لدخول غمار المناقصات).
- مشروع بناء الحديقة الجديدة وأسند المشروع لشركة هابهوب العالمية وهي شركة محلية مملوكة لنجل رجل الأعمال والمسؤل السابق بن شوفان.
هكذا، تم إسناد المناقصات وتوقيع العقد على أن تبدأ الأعمال بعد فترة الإستعداد أو كما تسمى (Mobilization) وخلال ال45 يوم القادمات.

المشهد الأخير: مراحل تنفيذ المشاريع
بدء تنفيذ المشاريع ، والهمه كانت جدا عالية ، لكن أي مشروع يحتمل وقوع الكثير من الأزمات، لذلك غفل الإستشاري شحاته عن إلزام الشركات بتسليم وثيقة إدارة المخاطر أو (Risk Management) ، والأهم لم يكن هناك في شروط التعاقد ما يلزم الشركة بإكمال عمل المشروع في حالة ظهور مشاكل قانونية.
على كل حال إستمر العمل في المشاريع حتى ظهرت المشاكل التالية:
1. شكوى مقدمة من بعض الشركات التي تم إستبعادها إلى رئيس مجلس إدارة الهيئة ، ضد لجنة المناقصات الداخلية والرئيس التنفيذي.
2. شكوى مقدمة من أهالي الحي الراقي ضد شركة بنسام لسوء تنظيم الطرقات ووجود حفر دون حواجز والحفر أمام الفلل دون إعطاء أي ملاحظة قبل البدأ وغيرها من التنظيميه.
3. بعض المواد الأساسية في ترميم المرافق الجديدة لم تكن حسب المواصفات الفنية، لذلك الإستشاري شحاته أوقف العمل.
4. تم إختيار الأثاث وسيتم التوريد بعد الأنتهاء من الترميم وبناء المرافق الجديدة .. لكن لم يكن حسب المواصفات الفنية لفنادق الخمس نجوم، وإحتمال يتم إنزال المرافق الفندقية من خمس إلى أربع نجوم في حالة تم تركيبه ، وشركة ساندي للأثاث العالمية تطلب مبالغ إضافية في حالة تغير الأثاث وتتهم المواصفات بأنها لم تكن واضحة.
5. ظهرت مشكلة في الأرض التي تم تعينها لبناء الحديقة وهي معارضة الأهالي القاطنين بجنب الحديقة بتعويض عن بعض المساحات التي حددت للحديقة والتي تدخل في أراضيهم الخاصة.
6. مشروع بناء المرافق الجديدة من قبل شركة سالكيمناجي العالمية توقف بسبب توقف العمال عن العمل والمطالبة بزيادة في رواتبهم وتحسين الأوضاع المعيشية في المشروع.

هذه أهم المشاكل الحالية في المراحل الأولى من المشاريع، وقام شديد مع الإستشاري شحاته بحصر الأوامر التغيرية في المشاريع والتي وصلت إلى مليون ريال في مشروع الترميم والأثاث و 500 ألف ريال قيمة التعويض للمطالبين في مشروع الحديقة، أما شركة بنسام وساليمناجي طالبوا بتمديد وقت تنفيذ المشروع لحل المشاكل العالقة.

تكدست مجموع تلك المشاكل على طاولة بن مرجل والذي بدء يستسلم لتفاقم الأوضاع ولم يكن على أعضاء لجنة المناقصات سوى رفع تقاريرهم إلى مسؤلي وزارة المالية والإسكان، ولم يكن لديه ما يبرر الشروط المجحفة في إستبعاد بعض الشركات العملاقة من خوض المنافسة في التقييم النهائي، أو سوء كتابة المواصفات الفنية أو المشاكل المتعلقة بالمقاولين، كل هذه المشاكل بدءت تفوح للسطح ...
أنهى مجلس المناقصات المرحلة الأولى من مشروع إنارة الطريق السريع، إلا أن بعض المواقع من الطريق السريع تطل على مواقع سياحية فكان لا بد من تغير أشكال المصابيح إلى مصابيح ذات تصميم راقي ، والموازنه المطلوبة تقريبا تزيد عن 250 ألف ريال لذلك يجب طرح مناقصة أخرى لتوريد تلك المصابيح ذات التصميم الراقي، قام مجلس المناقصات بتحضير الازم وتم إسناد مناقصة التوريد وإكمال مشروع إنارة الطريق السريع للمدينة الجديدة.

لا زالت مشاريعنا المقطعة الصغيرة تستنزف الموازنات وهي في مراحلها الأولى ، حتى إستلم عزيز بن مرجل رسالة من مجلس المناقصات بإقاف جميع المشاريع وذلك لأسباب قانونية، فبحسب قانون المناقصات في حالة ثبوت تحايل من الجهة الحكومية في تقسييم أي مشروع أو إسناد مشروع دون الأحقية يتم إيقاف المشاريع وإحالت الملف للقانون.

وبدء بعدها الرأي العام يسأل عن هذه المشاريع ...
هذا السيناريو في المناقصات السته يعاد ويكرر في كل المناقصات التي تطرحها المؤسسات داخليا أو التي يطرحها مجلس المناقصات ... وكما قلت في موضوعي الإقتصادي السابق أن المشكلة هي (تنظيم وإدارة وسوء تخطيط) وتنطبق على كل شيء.

تم بحمد الله .. وهو الموفق

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رسالة لأخي بدر العبري …

فوهة المدفع والبارود .... كلمة حق

القيم التي تعيش عليها الحياة الزوجية