فوهة المدفع والبارود .... كلمة حق

باتت سبلة عمان مركزا يشع منه علم ومعرفة وتتسابق فيه أقلام وعقول وفكر وأفكار ، إبتداء من سبلتها الغراء السياسية والإقتصادية ، مرورا بسبلة الفكر والثقافة ، وإلى سبلتها التجارية سوق السبلة ، معالم فكرية وثقافية وسياسية و إستهلاكية وتجارية نتيجة لذلك الجهد الجبار الذي يقدمه القائمون عليها سواء إدارة أو أعضاء.

ومن السهل قول أن السبلة تهرول إلى عالم الواقع ، وتجسد فعاليتها الثقافية والفكرية أهم روافد هذا التغير الكبير لخروج العالم الإفتراضي إلى عالم الواقع للإلتفاف حول مشاكل العالم الإفتراضية وفرضياته المعقدة.

هذه المقدمة ليست مدحا في سبلة تحتضنني وعشرات الألاف يوميا نتشارك ونختلف ، نبيع ونشتري ، نبوح فيها بقصيدنا ونستمتع فيها بهمسات القلوب والعقول السامية، وكم من نقاش غير فكري للأفضل وكم من شعر أرهف حسي وكم من جهد حفظ وقتي وكم وكم من أمور لا يستغني أحدنا عنها في اليوم الواحد ويجدها في بوابة واحدة وتحت سقف واحد ، حالها كحال مركز تجاري يضم كل شيء تحت مظلة واحده.

إلا أنني، هناك شيء أستشعره دائما وفكرت فيه وزادني حيرة وتحير عندما دفع لي أحدهم رسالة على الخاص يقول لي وهذا بعد عتاب مني عليه ، معنى رسالته، لماذ سبلة عمان محط الأنظار لماذا ينادى مديرها العام ستة مرات في سنة احدة من قبل الجهات الرسمية، يسئل عن ما لم تكتبه يداه، وباقي المنتديات في سربها أمنة مطمئنة.

لقد كتبت بمعرف باب موثر لأكثر من سنة وقبلها في سبلة العرب بمعرف أخر ، أيامها في سبلة العرب كان لا بد لي إدراك ثقافة الواقع السياسي ولا بد لي أن أعرف جيدا البيئة وأن أستشعر حرارتها وبرودتها، وإن كانت الزلات قليلة ولله الحمد، وعندما بدءت الكتابة في سبلة عمان ، كنت قد نضجت لدي الفكرة والتجربة وصححت مداخل كتاباتي ومخارجها وعرفت أن الحماسة ستُلجم وأني لا بد لي أن أعي كل كلمة أكتبها ، ومع هذا وذاك ظل هاجس الخوف يراودني حتى أتى أحدهم وكتب عبيط على جدار جاري ، وللعلم لم يكن في تلك الحلة أحدا يعرفني من الجيران لكوني غريب عنهم وعزوبي ، وكان حينها موضوعي (عبيط في شركة بيتروكيميائيات) مثبت في هذه السبلة .. زادني حيرة وتوجس ولكن الإصرار والعزيمة جعلاني أواصل ، حتى قلت لأهلي مرة أن هناك في مكان ما لي ملف مفتوح وينتظر زلاتي، وبعده بفترة شجعني الأخوة سعيد البادي و عبدالرحمن الجهوري (بابا سنفور) للكتابة بإسمي الحقيقي ، وقد زادت مسؤلية الكلمة عندي، ولم تضق الحرية كما تصورت في البداية.

أن أكتب بمسؤلية ، هو أن أعرف من أين آتي الأمر ومن أين أتركه ، ما ينبغي قوله وما لا ينبغي قوله ... في حوار أخر على الرسائل الخاصة قال لي أحد الأعضاء المعروفين ، في معنى حديثه ، أن السلطان حفظه الله يحب أن يسمع الكلمة الحرة ولكنه يضرب بعصا من حديد لمن أراد أن يزرع فتنة أو يتقول على أحد مع غياب الحجة والبرهان، وأشهد أنه صادق.


هناك سر لا بد لي من البوح به ، وسيلومني البعض لماذا أبوح بهذا السر الأن وفي هذه الفقرة ولكني قد عزمت قولها في تلك الأيام ، قحيص الشارد هو نفسه كاتب هذه السطور وأردت حينها تحقيق مجموعة من الأهدف بالدخول بمعرف جديد في السبلة ، أهمها:

-هدف شخصي والتنكر بمعرف جديد أسبغ عليه النكرة وأكتب بحرية أكبر وكتبت مقالين شطرنج الحكومة ... والمقال الأخر خطبة ... قبل أن أتبعهما بمقالي الأخير موت المرادم ، ولكني إستنتجت أني لم أقل شيء أكثر مما قلته بمعرفي الحالي وسابقا باب موثر ولا زلت أتكلم في المتاح من حرية الكلمة، وهو الإطار الذي أتحرك فيه.

-وهدف أخر هو أن البعض يتهم مشرفي السبلة بإنهم مُتحيزين يحترمون ويثبتون لأسماء معروفه وقد دحضتها وأسرني تثبيت موضوعين من ثلاثة مواضيع وقبلها مواضيع الدماغ الخاطر الذي لا أعرفه (أتمنى أن يعرف بنفسه)، فقد أثبت المشرفين نزاهتهم وأنهم يتحرون الكلمة ويعرفون مسؤليتهم في الإشراف ، وأنهم لا يتبعون المعرف بل الكلمة والطرح، وإن وجدت أخطاء يشخصنها البعض فهي لا تزال بشريه وفي حدود المسؤلية.

-أما الهدف الأخير والذي جاء متأخرا ولأسباب ظهوري بإسمي الحقيقي وإطلاعي مع بعض الأعضاء عن ما يجول بخاطرهم فيما يخص سبلة السياسة والإقتصاد وحقيقة إيماني ببعض ما جاء في طرحي في موضوع موت المرادم ، وهو عبارة عن مزيج فيما قيل لي وما أريد معرفته والرد عليه من قبل الإدارة، وخلاصتهما كالأتي:
oرد السبلة عن التهجمات في حق بعض الأعضاء الذين منحتهم ألقاب تشجيعية، والتي أساء فهما البعض، هذا الموضوع لم ينل نصيبه من النقاش ، ولم أكن لأجادل أحدا لو قالوا كلمة حق في هؤلاء الكتاب والأعضاء، فكم هم بحاجة إلى تشجيع المشرفين والإدارة والأخذ بأيديهم ، فنحن في صحيفة واحدة ونكتب بمداد واحد ولكن تعددت ألوانه، فكم بعضنا بحاجة إلى بعض، وإن كان أحدنا مبتدأ اليوم فهو في الغد كاتب يحسب له ألف حساب، ويجب الإكتراث بأولائك الذين غادروها ودعوتهم للعودة والكتابة مجددا في إطار الحرية المتاحة، وهي لا زالت كبيرة، هذا ما أعتقد أنه مهم جدا للإهتمام بالسبلة وكتابها أصحاب الطرح السياسي والإقتصادي.

oالهدف الأخير هو تنزيه إدارة السبلة بأن هناك من يسيسها وقد أردت في هذا الموضوع موت المرادم أن أرد على قول أحدهم بأن السبلة تعج بمن هب ودب وأن هذا ما أراده مدير عام السبلة ليخرج السبلة السياسية والإقتصادية من لهيب ونار ستشوه صورته وتحرجه إلى برد وسلام ينال منها شهرة وسمعة، ولم يكن هناك سوء ظن هنا ولكن واقع الحال وسير الأمور التي طرحها علي أحد الأخوان تشكك وتغلب سوء الظن عن الحسن به.
ولكن وبعد أن وصلت الفكرة والتي إتخذت طريقتي الخاصة في طرحها، ربما لا يتفق البعض معي في طريقة عرضها ولكنه أمر حصل ، طلبت من الأخ سعيد البادي غلق المعرف وقلت له صراحة بإن دور المعرف إنتهى وهو لا يعرف هويتي (ربما!) ، لأعود وأكتب بإسمي الحقيقي، مع أني تمنيت في ذلك الطرح مشاركة أفضل من إدارة السبلة ومشرفيها لتصحيح الفهم عند البعض وهم كثيرون وأنا منهم.

أخيرا ونتائج ظهوري بمعرف أخر جعلني أفكر في هذا الأمر:

أن نعرف ما نكتب يجعلنا ندرك حق الإدراك كل كلمة يتصببها عرق أقلامنا ونعي أن التغيير سياسيا وإقتصاديا ليس بالسب والشتام ولا بالتشهير والكيل بمكايل والإختفاء خلف معرفاتنا، ولكن بشيء واحد فقط هو الشعور بالمسؤلية والإيمان به ، ما ينقصنا هو الإعتراف بهويتنا ونتحمل مسؤلية ما نكتب ، نشهر بأنفسنا ونقول أنا الذي كتبت ، ولإكون في فوهة المدفع لا البارود الذي يطلق القنبلة ومن ثم أتلاشى وأتبخر وكأن شيء لم يحدث، وليس ببعيد عنكم قصة الأخ الزويدي مع الوهيبي والمقال كُتب باللغة الإنجليزية وأظن كاتبه كان في أوروبا، ولست بمدافعا عن المشرفين فهم أحق بالدفاع عن أنفسهم مني.

أما الأعضاء الذين يتصورون أني مداهن للإدارة والناطق الرسمي للسبلة أقول لهم بإنها كلمة حق ، وأن الإيمان بأن الحق الوطني والواجب الإنساني أن تكون فئة في فوهة المدفع وفئة أخرى باروده ، فهذا الظلم بعينه ، فليست هناك ضريبة يدفعها أحد على حساب شيء ما، وأقصد هنا الإدارة.

من أراد أن يكتب ليكن مسؤلا وليعرف بنفسه ويكتب بإسمه وبهذا سنبني قاعدة قوية وسيكون لنا هوية نتكلم بها وسيسمع لنا حينها ، لأنهم سيعرفون أن علي وصالح وعبدالحميد وسعيد وقحطان وصلاح وبدر ومعاوية وغيرهم من الكتاب المعروفين في سبلة السياسة والإقتصادية يدا واحدة وفكرا واحد ، لنبني إنسانا وطنيا وبقلم واحد سنكون كتفا بكتف مع الصحافة المكتوبة.

ومع معرفتي المسبقة أن هناك الكثير من التقنيات لمعرفة الكاتب فهذا لا يعطينا صمام الأمان لما نكتب ، ولكن التعريف بإنفسنا هو الصمام الوحيد وهو ما سنرقى به للأفضل.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رسالة لأخي بدر العبري …

القيم التي تعيش عليها الحياة الزوجية