السنة المنسية .. !!!

عبارة لو نزلت على الرعيل الأول والصحابة الكرام لكانت كالصاعقة التي لا تترك ولا تذر ، فاليوم كم من مستهين بالسنة النبوية يترعرع ويتربى على فروض بدون سنن كشجرة بدون ورق ، وما جاءت السنة النبوية إلا بفروض الله وأحكامه. فالتشريع الصادر عن السنة النبوية هو تشريع رباني جاء من عنده تعالى ، فقد قال تعالى في إستقبال بيت المقدس قبل التوجه إلى الكعبة المشرفة :( وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبية) و لم يشرع بنص القرأن وإنما شرع بسنة مصطفوية، وقد أسند الله تعالى جعل ذلك الى نفسه ، إذن هل نقول التوجه للقبلة الأولى سنة وخيارا تركها؟!! والإمام جابر يقول لمن خالف السنة (يعيد ما خالف من السنة من صلاته، ولا يستقيم للناس ما خالفوا السنة) وعن العلامة سالم بن ذكوان (فإن الله أرسل رسوله ليطاع، وأنزل كتابه لليتبع ، وليحكم بين الناس فيما إختلفوا فيه ) ... فالقضية التي يغفل عنها الناس أن السنة لم يجعلها رسول الله ( وهي جعل تشريعي)  خيارا للمتعبد، بل هي مكملات الفرائض و لا تتم العبادات بتركها ، وكم من سنة في فرض لا تستقيم إلا بها ، فطاعة الرسول طاعة مطلقة ، وترتيب الفوز والسعادة عليها ، والخسران والبوار على تركها... ولإبن محبوب (رحمه الله ) نصوص تؤكد إتباع السنة كما يتبع الكتاب. فلننتبه لهذا الأمر الجلل ولا نستهين بالسنة النبوية بترك شيئا منها وخاصة ما اتفق عليها علماء الأمة أنه صحيح ولا خلاف في صحته أو أنه بلغ التواتر ، وما يجعل البعض يستهين بالسنة أما هواً في النفس أو تكبرا أو عجزا وكسلا وأما إنجرار وإنجراف الى هاوية تقليد أعمى لهؤلاء الوثنين الهالكين من الغرب والشرق البعيد. الإسلام جزأ واحدا لا يتجزأ ، فعليكم بالسنة النبوية في كل العبادات ، فعمل الرسول في أكله وشربه ولبسه ومظهره ، أعمال ليست بهوى نفس ولا خبرة متراكمه بل هو ما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى. فبارك الله فيمن إتبع سنته وأطاع الله ورسوله. كتبه: محسن بن أحمد الغريبي ٢٩-ربيع الأول- ١٤٣٧ (ملاحظة؛ بعض النصوص في المقال إقتبستها من  كتاب الحقيقة الدامغة لسماحة الشيخ أحمد الخليلي)

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رسالة لأخي بدر العبري …

فوهة المدفع والبارود .... كلمة حق

القيم التي تعيش عليها الحياة الزوجية