رسالة لأبي الوارث السليماني .. مدينة نزوى

الأخ العزيز والصاحب الصالح، الخطيب الواعظ، صديقي أبو الوارث ، مررت بمكتبة ذواقة ورأيت بين رفوفها كتاب يحمل عنوانا شدني ولمؤلف أثق في كلماته وفي طرحه كان خطيبا او كان كاتبا، ولأني شديد الحرص على إنتقاء عنوايين ومحتوى وعادة ما أمسح الكتاب في وقفة واحدة تطول بطول الكتاب، قررت أن أشتري كتابك دون تلك الوقفة، ولاء لمدينتي وحبا لصحبة عرفتك فيها أخ ناصحا. تصفحت الكتاب وبين ثناياه جرئة في الطرح ولغة رصينة موزونة وأسلوب شيق ممتع، لا تمل من الاستمرار في القراءة ، ولو ان الكتاب بحثا لدراسة أكاديمية فالقيود كثيرة، ولكن لا زال الأسلوب يشد القاريء ويمتع الذوق. وفقت في المحتوى والمتون التي استعنت بها ، ووفقت في وصف الوقائع بمنهجية وحرص شديد كي تؤطر لحقبة غابرة ليس بالسهل أن تجد بين ثنايا كتب كثيرة تفاصيل تروي ضمء الباحث. وكي لا أطيل، هناك إقتراح لبحث يخرج من هذه الدراسة للعبر والدروس التي يستفاد منها في عصرنا هذا ولا ريب أن يكون في المقام الأول طرق نشر العلم والمشهد الثقافي الذي أداره العلماء الأفذاذ في تلك الفترة، ثم المعايير الإقتصادية والجغرافية التي إزدهرت من خلاله الزراعة والصناعة وأسباب إزدهارها، ولاريب أن يكون صلاح الناس وثقافتهم وفكرهم له الدور العميق في ذلك.  أخيرا ، ما يدمي القلب ألم الإعتداء الغاشم على إنتاج العلماء في تلك الفترة من قبل مجرمين كإبن ثور والنبهاني ، يأتيهم ما يستحقون من رب العزة، مؤلفات عظيمة تدل على إسهامات المجتمع العماني والإباضي خاصة في حماية هذا الدين وإثراء العالم الإسلامي بعلم إرتشف أهله من الينبوع الصافي لتابعين وتابعي تابعين صحابة رسول الله.  بارك الله فيك وأسأل الله أن يمن علينا بأن نقرأ لك مزيد بحوث يرتشف منها المريد ، طالب العلم ، خير منفعة لأهله ووطنه ودينه. أخوك محسن بن أحمد الغريبي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رسالة لأخي بدر العبري …

فوهة المدفع والبارود .... كلمة حق

القيم التي تعيش عليها الحياة الزوجية