موت المرادم ......

لا أظن أحدا لا يعرف الكاتب والصحفي الكبير محمد حسنيين هيكل ، صحفي درجة أولى ، بل صحفي 5 ستار ، بن هيكل له قاعدة عجيبة لا أعتقد هناك من صحفي عربي نال هذا الشرف البشري، أعني شرف النبوغ الصحفي والنفوذ الكبير ، كنت أتابع له على قناة الجزيرة بعض حلقات التأريخ (والذي يرفض هو لقب مؤرخ) وكيف يكون غير مؤرخ وهو بجانب تلك الذاكرة العجيبة التي رزق إياها يجلب معه ملفات وثًق فيها ما يريد قوله ، نفوذه ولا يحلم بها رئيس دولة ، حتى داخل البيت الأبيض له معارف وأصدقاء! ... إكتشفت مصادفة أن زوجتي تقرأ لهذا الرجل منذ أكثر من عشر سنوات وهي تعرفه أكثر مني، قرأت خريف الغضب بأكمله وكتب أخرى كأحاديث في أسيا و عبدالناصر والثقافة والمثقفون وكتاب الزمن الإمريكي من نيويورك إلى كابل ... (إحتراما وإجلالا لهذا الرجل ولأن معي في البيت من يعرفه أكثر مني فلن أقول عنه الكثير فلن أجزي حقه أبدا، وأخاف النقد الجارح الذي لربما سيجعلني أغير سياستي في المنزل!!! وأكره أبنائي وزوجتي!).

جبل الشيبة (أخ عزيز – يكتب في السبلة - لا أعرف شخصه ولكنه مميز طرح سياسي، كما يدعون) إنتقد مقالي الشطرنجي - مقال شطرنج الحكومة وقب الوالد (ولو كان هذا الفتى النبيل تحت إدارتي لطرحته أرضا ولأعزلنه عزلا، ولربما سأقبره في المقابر الجماعية والمرادم الفولاذية!) ... إدعا بأنني أسهبت في المقدمة والذي أرى نفسي أكرر نفس الخطأ في هذا المقال فليعذرني أخي النبيل ولا تلومني مرة ثانية فلست أطيق النقد كان بناء أو هداما ، لا أطيقه وليست لي النفوذ والقوة والسطوة كي أنتقم ممن ينتقدني !!!

عودة لذي بدء ، الكتُاب السياسيين الذين ينحدرون من أساس قوي والبداءات الشاقة كأولائك المتدربون على المهنة الصحفية حتى يصبحوا صحفيين عمداء أو من الإعلامين البارزين كمقدمي البرامج الإخبارية السياسية والبرامج السياسية الأخرى ، كنجوم قناة الجزيرة و BBC وCNN وغيرها من القنوات العملاقة (ليست العربية .. فأعتقد هي ليست أكثر من إمتداد لقناة MBC الأولى و قناة (Fashion TV

بروز هؤلاء لم يكن بسبب السلم الوظيفي السياسي أو الإجتماعي أو العسكري أو السلم الوظيفي لإلقاب مرادم الكتاب السياسيين (المنتديات) ، ولكنه بروز مفروض فرض على البشرية ، سواء بإمكانياتهم وميوليهم الفطري الحقيقي للصحافة والسياسة مع الحرية المتاحة التي يبحثون عنها هنا وهناك أو هي أقدار السماء جعلتهم يتلألأون!

أنا في الأخير لا أتكلم عن من تم ذكرهم هناك في مقدمة المقال (سامحني جبل شيبة!) ... أنا أتحدث في مقالي هذا عن المتوفرمن الكتاب السياسيين في بلادنا الحبيبة (أقول الحبيبة كي لا أتهم بأني غير وطني) .. على كل حال أقصد الكتاب السياسيين فقط (ليس سيف ومحمد الرحبين، كي لا إلهب الأدباء فتنبري قريحتهم علي ، أعوذ بالله من قريحتهم إذا إنبرت وسٌنت!!!)

سأذهب بكم نظرة سريعة إلى المتوفرين من الكتاب السياسيين سواء على الصعيد الواقعي أوالإفتراضي ، سأصنفهم ولن أسميهم !.. الصحف والجرائد – مجموعة من هواة الكتابة الصحفية (قص ولصق وشوية إجتهاد بسيط) مع بعض الترجمات لكتاب سياسيين أجانب (ما يحزنني أن بعض الكتاب الصحفيين في جرائدنا كانوا باحثين عن عمل من خريجي الثانوية تحولوا صحفيين في يوم وليلة!.. أعرف البعض منهم) ... نأتي لعمالقة الإعلام والتلفزيون العماني ولن أقول إلا (لله الأمر من قبل ومن بعد!).

بقي أمامي الخفافيش الإفتراضيين ( معلومة .. الخفاش أنفع المخلوقات الطائرة الليلية وهو ينقي الأجواء من الحشرات الظارة) ، وصدق جل الصدق من قال أنهم خفافيش، معظم مواضيعهم تكتب بالليل وتنشر بالنهار ، لا زلت حتى اليوم لا أعرف لماذا لا يكتبون في الصحف اليومية ولا يقدمون برامجا سياسية في التلفزيون كبرامج أحمد منصور وبن قاسم ولا بأس سيتم عرضهن بالليل!؟، وقد تبادر في ذهني لحل هذا اللغز شيء – هو – أن الكاتب السياسي لن يكافئه أحدا بمنصب وخاصة المطنطنين والمغالين المبالغين الذين يقولون ما لا يفعلون (وكفانا هجرة الى البحرين وتنزانيا!) ... فلن ينالوا نصيبا من الحقائب الوزارية ولا الحقائب الوكائلية ولا حتى مدير عام أو شطفة مدير ، فيكتبون بأسماء مستعارة كي لا يفوتهم النصيب (البعض) ... وهذا ما إنتبه إليه العارفين!

بعض العارفين يديرون مساحة المردم المتاحة للكتاب السياسيين – سبلة عمان نموذجاَ! وبمنطق العقلانية التي يتبعها بعض من يفهم ماذا يريد إداري سبلة عمان، سأكتب هنا بعقلانيتهم ... (عسى أن تكون كذلك!)

ماذا أعطت سبلة عمان الكتاب السياسيين سوى ألقاب رمزية - ألقاب شرفية – كي يستمر عطائهم العقلاني! وأظن أن الإدارة لا تطيق بعضهم - فهم يتركونهم في فوهة المدفع عن غير إرادتهم كما يدعون (وأظن أن العكس صحيح!) ... في المقابل الكورة – (للعلم أنا أتابع حاليا مباراة ألمانيا والأرجواي – وأكتب هذا المقال كي لا يتهمني بعض الأصحاب من المطاوعة بأني مضيع للأوقات وهادر للصحة أو من يقراء هذا المقال فيقول أني متحامل على الرياضة ولا أحبها!) فموسى الفرعي وإدارته وهبت الكووورة والرياضة تذاكر سفر وتغطيات وغيرها من المزايا والهبات ولا يعلم أن ما يخرج للكرة لا يعود .. فعمان تدفع للكرة لأربعين عاما حتى اليوم (كل شيء فعلوه وكل الجنسيات من المدربين جربوا ... ولم نعد بفائدة سوى إهدار للمال العام .. مباراة عمان مع البرازيل الودية أحرق فيها مليون ونصف ، هذا بعد ما أدخلت أم خماس في المفاوضات والمجادلة!).

هذا كله سياسة واقعية لتهميش سبلة عمان ، الوريث الحصري لسبلة العرب! ، صالونات الثقافة والشعر والأدب نالت نصيبها وكنت خائفا أن يحرجهم عدنان الصائغ، فقد عرف عن شعره الشطحات السياسية ، ولكني أرى السبلة قائمة فيبدوا أن الامر مر بسلام، وفاتني الفوت لكثرة المشاغل مع شاعر السياسة ود الصائغ!!

وتماشيا مع السياسة العامة التي لا أستطيع تسميتها! فقد قرر إداري سبلة عمان مجاراتها .. ليس خوفا على السبلة من الإنغلاق .. ولكن خوفا على أنفسهم من (black listing) وعلى مشروعهم المؤسساتي وتسيس سبلة عمان- أو لربما لن يصيبهم نار المناصب ولا دخانها! .. فظهر لنا الصبية يطرحون الحكايات عن الخدمات والترهات وبعض الصبية من أجاد مسك القلم كمقنن بيع الخمر معاوية .. ترفع صورهم وترص مقالاتهم في الصفحة الاولى مع سيف ومحمد الرحبين ! وكأنهم فخر ما أفرزتهم السبلة من كتاب أو حتى فخر عمان ..!! ولماذا لا نرى ولا مرة واحدة صورة أحد الخفافيش المعروفين (أخاف تكون المشكلة أصغر من الذي أهرف به والسبب هو التواضع!)

أتسائل هل تتبعت سبلة عمان الكتاب السياسيين من غادر سبلة العرب أو هجر سبلة عمان ودعتهم للعودة أو أقل تقدير يدعوهم لصالون سياسي تحت رعاية بهوان والزبير (أعني شركة بهوان وشركة الزبير!) ، بدل بوردر وعمان موبايل!

جرائم ذبح الكتاب السياسيين تتوالى على كل الأصعده والأيدي تطالهم و مقالاتهم حتى في المرادم (لله الحول والقوة)! من يذكر مقال ، ليت لي جناح عندما كان يتسائل عن الواسطة البسيطة التي منحها المدعي لأحد الأشخاص! (المقال تابعه الفرعي شخصيا ويهز كل من يقرائه – زلزلهم إن صح التعبير - كان تعديا صريحا وواضحا ولم يكن تسائل! ليت لك جناح على من يا فهلوي؟) ... هل خان عمار التعبير أم نسي موسى الفرعي معرفه السابق (Facts Sound)! فأعدم الموضوع! .. لكني إستعارة سأقول بقي موسى الفرعي وذهب صوت الحقائق! وإن كان ، ماذا كان!؟ محمد حسنيين هيكل أم لورنس هارفي!


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رسالة لأخي بدر العبري …

فوهة المدفع والبارود .... كلمة حق

القيم التي تعيش عليها الحياة الزوجية