شطرنج الحكومات ... وقب الوالد

تعرفوا تلعبوا شطرنج؟

أنا أعرف ولي قصة مع أول مرة لعبتها ... أتذكر ورايح أخبركم عن شطرنجي وشطنرج الوالد وشطرنج عمان كلها .. بس أجيكم توراه توراه ... (إلي كان يقول توراه توراه في السبعينيات والثمانينات وقبلهن، لحين في القرن الحادي والعشرين يقال له سير (Sir) أو (Your Happyness) – ولعل السبب يعود إلى إزدياد عدد المناقصات !!!)

. ... بدءت ألعب الشطرنج منذ الطفولة والغش والكذب والحلف والصريخ قايل شيء ، كنت أحب أفوز بأي طريقة! ... كنت حينها لا أتجاوز العشر سنوات ، يعني بين نهاية السبعينيات وبداية الثمانينيات! .. أي لا زالت اللعبة أصلا جديدة وما مشهوره غير عند بعض المتحاذقين أمثالي ... المهم .. بعدها بكمين سنة (أي كم سنة) دخلت مسابقات وحصلت على الأول ... رحت للوالد وقلت له (باه .. فزت وجبت الأول .. أريد هدية شطرنج كبيرة .. كنت أفكر الوالد عنده فلوس كثيرة لأنه كان مسؤول قسم الحسابات! وكان يوزع الرواتب (أيام كان الكاش طايح ما شي بنوك .. فلوسك تشوفهن بين عيونك وتحسبهن ريال ينطح ريال – كان والدي يكره المهنة لأنه فيها بيسات وحريص يدفعهن! – كحال بنوكنا اليوم!) .. والحقيقة أن راتب الوالد كان لا يزيد عن 127 ريال ولأنه أنهى المراحل الإبتدائية حتى السادس فقرروا تعينه محاسب .. خابصنها كان شويه لكن الحمد لله (النية الحسنة موجودة) ... (أتذكر غابت شنطة الرواتب ، وكاد أن يغمى عليه لولا عناية الله وظهرت خلال أقل من دقيقتين!) ....

أرجع لسالفة الشطرنج .. قال طاح ولقيناه ولدي .. باغي شطرنج وا قب (القب : عصا لو طاح في الظهر من غير ضرب أيسوي علامة يلين تموت! كيف عاد يضرب به!) .. أشرطحك به الظهر الظهر .. !!! .. قلت له شايف عندك فلوس ترس شنطة .. قال: فلوس الناس ذلاك ما حالي!!! .. (قصة طويلة ولا أمللكم بها) .. فلست بقاص ولا مشبر -- (كانت وزارة الإسكان تقيس الأراضي بالشبر ... وشبر يلين تقول بس) ! .. لذلك سأنقصها من أطرافها حتى حين (أقصد القصة)!

مرت الأيام واليالي ونسيت الشطرنج وأبوي زاد راتبه، ففي 1970 كان 25 ريال الى العام الماضي 465 ريال ، يعني في 40 سنة تقريبا (خلوني أحسب زين .. تراني ود مسؤول الحسابات .. تقريبا 186% أي تقريبا 4 بالمئة سنويا، ومع النسبة والتناسب ومع دخل الحكومة المتزايد من الناتج المحلي الإجمالي – نفط وشوية دخول أخرى - أجد أن والدي أعطي أكثر من حقه !!! ويجب عليه أن يرجع نصيب الأخرين) ... على كل حال بو فاته الفوت راح عنه نصيب الحوت!

.... الوالد أيتقاعد هذه السنة ويبوس اليدين من ورا ومن قدام (تارس فلوس)، وبسبب أني قلت له: .. باه فلوسك زادن معطي ولدك 10 ريال حال مسقط يدوربهن .. طبعا صابني غيض (أيام الرحلات المدرسية: كان يعطيني ريال و 500 بيسة .. أقسمها للفطور والغداء والعشاء .. الجوع قايل شيء .. وإحاول أوازن كل وجبه بنصف ريال!!) .. بسبب تدخلي في العشرة ريالات مال أخوي .. أعطاني محاضرة صغيرة لأنه شاف الشعر الأبيض بادني (قال ما أزيده فلذت كبدي):

..... قحيص بديت أشتغل وراتبي 25 ريال وما كان ناقصنكم شيء .. وأنا أرابيه (أي أحدق به) ، إلى يديه الناعمتين كأنهن حصى الوادي! وأرجله المتشققه! وبعض الخدوش على طول اليدين والكتفين وجسمه الشايب! ... (للعلم .. كان يشتغل بارت تايم (Part time) يجذع ويخرف ويصب إسمنت وغيرها من الحرف الإستشارية المريحه!! من غير مناقصات شراطة النخيل يوم التحدير!) .. حينها قلت له : عافاك الله يا أبي حان دورنا .. أرجوك إرتاح) ....

وبعدين تذكرت شيء وسألته : كم باقي عليك من قرض الإسكان والقرض الشخصي وجمعية الدوام وباقي الديون باه! .. قال أيخلصن كلهن مع نهاية السنة إلا بعض الديون المتناثرة (كلهن حال دكاكين المواد الغذائية وخيايط العيد رجالي ونسائي بعضهن مال عيد 1410 هجريا! والكماليات وبعض الناس الأخرين) .. قلت الحمد لله عسى الله ييسر لي وأستطيع أدفعهن قبل نهاية السنة (كان هذا العام الماضي).. قال : أولادك أحق بفلوسك .. قلت له: أنا ومالي لك .. (وهذه عمان نصف الشعب يورث ديون مع شوية سكري وضغط والبعض الأخر أسهم وسندات وعقارات – نصيب الحياة) !!

في تلك اللحظة قد حان ذهابي الى مسقط فتذكرت رصيدي في البنك وبوكي (المحفظة)!! (أهل بهلا يسموا المحفظة بوق!) .. وأعتقد هذا لكون محفظة العماني كالبوق مفتوحه من الجهتين أحدهم ضيق وهو دخول المال والأخر كبير وهو خروج المال ..!!! والبعض عندهم البوق بالمقلوب!! يعتمد على الحظ من التشبير والمشبرين (أقصد تشبير الأراضي سابقا)!

هل تعلمون لماذا تذكرت رصيدي وبوقي (المحفظة) عندما قررت الرجوع الى مسقط؟ ... (لأنه لا حياة بلا ماء ولا مسقط بلا مال !)

اليوم وأنا ذاهب الى الدوام .. زحمة بسيطة لأن معظم العمانيين يصيفون في أوروبا وأمريكا وأستراليا وأسيا وبعض دول البلقان وأوروبا الغربية والكاريبي - والبعض رايح العمرة – ويوم تسأله أين ستقضي الصيف؟ أيقول ما مكان بس العمرة أروح أسبوع – فمكة لا مكان وإنما الشاليزية مكان!!! ...

في تلك اللحظة كنت أستمع لتفسير سماحة الشيخ أحمد الخليلي من سيارتي الرائعة ، سرحت شوية (تراني قحيص الشارد)، سرحت في قول الشيخ في تفسير تعيين طالوت ملك وكيف أنه أحق بالملك لسعة علمه وقوة جسمه، إسترجعت بعض الأحاديث عن الكفاءات والمؤهلات والأجدر بالمنصب وأحاديث كثيرة عن من هم أحق بالقيادة .. وبعدين تذكرة كلام واجد (يعني كثير) كمقالات ود المرهون وعلي الزويدي وكتاب المنتديات – نصهم خفافيش وعصافير والبقية جعود (إبن الإبل يسمى قعود وأهل الباطنة والشرقيه يسموهم جعود!) – وإختلط الحابل بالنابل فإسترجعت قبائل عمان كلها ... وهي لا تزيد عن أربع أو خمس قبائل والبقية فخائذ وعشائر !!! حسب الموجودين في الجرائد! من غير أبناء قيد الأرض !!! وإلي يقول غير كذاك يجي يناطحني .. ويا كثرها المناطحة! ... وبو قرونه أكبر أينطح أقوى! .. ويا ويلك إذا قرونك صغار!) ...

وبعدها شرد ذهني – مرة ثانية - وأنا أمر على شارع الموج تذكرت حديقة السيب الرائعة التي بني على أنقاضها فلل لكل عماني يريد أن يُشتي أو يُصيف على حسب الحجز! ... (تنوية .. بني المشروع على الأنقاض لمساواة طبقات الأرض بطبقات السطح الإستراتيجية والإجتماعية .. لمعرفة حقوق الشعب حسب التوزيع الديموغرافي!).... تذكرت ملايين الملياردير الهندي الذي عرض مليون ونصف لأحد فلل الموج وعلى طول الطريق البحري توجد أندية الجميع ، الضباط والطيران والأمن الممتعه ...

... من السيب عن طريق الشارع البحري توجد تقريبا أربع إشارات حتى جسر الغبرة ... فكان الوقت مريح أن تفكر كثيرا وكثيرا وكثيرا (وحدك لا أمن ولا شرطة ولا حد أيصادر مخك ولا خفافيش السبلة ينعتوك بالمطبل ولا إدعاء عام يستدعوك) وخاصة على أطلال الشارع البحري !! (أي على جلاله وروعته ... وهو للجميع !!) ...

سالفه سريعه: (قرأت إعلان قبل كم شهر في سوق السبلة – يقول الإعلان: لأصحاب الذوق الرفيع فقط: شقه غرفتين وحمامين ومطبخ على الشارع البحري ب500 ريال فقط وفلا أربع غرف ب 2500 ريال فقط .. وفقط تفيد القلة!) ... تم تأجيرهن ولله الحمد .. وإستأجروهن أصحاب الذوق الرفيع! .. وتراه كل رطبة تسقط من أمها، إلا بو تعق بعيد لا يُعرف أمها ولا أبوها!

في تلك اللحظة وخلال توقفي عند إشارة مركز سلطان (دافعين مليون للأرض! لو كان سواه المركز في سيماء و مقزح كانت الأرض ب5000 ريال وتراه الفقير يشتري كما الغني اليوم .. و 995000 ريال فائض!) .. على كل حال (إلي عنده ريال ومحيره يشتري حمام ويطيره!)... نرجع لحديثنا عن الثرثرة الزائدة لأن المركز لأصحاب الذوق الرفيع كالفلة والشقة وليست لمن هم ليسوا من الذوق الرفيع!

أثناء توقفي قرب إشارات مركز سلطان ... قمت بعمل مسح على جميع أصحاب السيارات (أشوف البطحة!)!!! خلال المسح السريع فُتحت الإشارات وكنت ثاني الصف ، إذا بأكس فايف (x5) يباغتني ويدخل أمامي – قلت: ما منتبهلك ولا ما أتحصل شبر من عندي (أقصد شبر من الشارع—لأني كما أسلفت لم أكن مشبر – ويا ليتني كنت!!!)

المهم بعد كل هذا التذكر والقيل والقال بين شطري مخي الإيمين والأيسر (قلت لهم خلو عنكم الغيبة والنميمة) وخلونا نفكر كيف هي الحكومات اليوم؟ حينها تذكرة الشطرنج ... قلت هي شطرنج !!! شطررررررررررررررررررررررررينج يا ناس .. مشكلتي أتذكر الأشياء السيئة فقد بدئتها وأنا أغش وأكذب لكي أفوز.. فشعرت بالحزن .. فهل الجميع هكذا عندما يلعب الشطرنج – أسئلكم؟ !!

يالله .. لحين أخبركم ما هو الشبه ،،،

الحاكم له نقلة واحده في أي إتجاه (حكمة وتأني وصبر وحذر) أما الوزير فينتقل في كل الإتجاهات (مستقيم ومتعرج يمنة وميسره أمام وخلف - على عجل أو بطيء _ في كل مكان) وأما باقي الحكومة فكل على طبيعته ... هناك الفيل صاحب الخط الأسود ، فقط يمر في الخطوط السوداء والأخر فيل الخطوط البيضاء يمر على الخطوط البيضاء فقط .. اما الحصان فله أن يستقيم ثلاثة خطوات ويعرج يمنة ويسرة خطوة واحدة .. القلعة وهي أكثر أفراد الحكومة إستقامة فلها أن تغدوا وتروح دون تعرج أو إلتفاف... أما الجنود فهم خط الدفاع الأول (ضحايا الحكومة ... لأنه حتى لو وصل الجندي إلى أخر مربعات اللعبة في الشطر الأخر ، سيخرج ليدخل بدله وزير أو فيل أو قلعة أو حصان!) ..... ................


.... ولكل لبيب عقل! .....................و دمتم على خير وعافية ...

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رسالة لأخي بدر العبري …

فوهة المدفع والبارود .... كلمة حق

القيم التي تعيش عليها الحياة الزوجية