رسالة إلى ولي الأمر ...
ولي أمري ، وقاريء نصي ومعيننا في المحن، صاحب النهضة وراعي المصالح وحامل الهم، ألأجل المبجل ، عظيم أهل عمان ورافع شأنهم ، سليل أسياد عمان أحمد بن سعيد وسعيد بن سلطان ، القائد والأب والأخ ... كريم الشعب وسيدهم ...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
أما بعد ،،،
لقد كان لا بد لنا أن نقول كلمة حق لك يا مولانا حفظك الله ورعاك وأدامك لنا ، فلم يعد لكلامنا أذن صاغية ولا أذن تسمع شكوانا إلى الله ومن ثم إليك ، كان لا بد لنا قول الحقيقة والوقوف على الألم ، ولزام علينا إخبارك بما يعصرنا من حزن ، وأنت خير من يقرأ حروف رعيتك ، عرفنا عنك تُوصل الليل بالنهار تقرأ حروف الفقراء من شعبك وتقضي حاجتهم ، ما رفع لك أحد حرف حاجة إلا ولزمت نفسك عونه وأمرت له بما يرضيه ، فها نحن عصبة من أهل وطنك نرفع لك هذه الحروف التي نسأل الله أن تلقى منك ما منعه غيرك ممن وليتهم شأننا.
لقد علمت يا مولانا ولا يخفى عليك أمر ما جاء ممن وليته أمر الدين وشؤن المسلمين وباقي الأديان في أحاولهم بمنع خروج ذكر الله من الصوت خارج المنابر ، وكتبوا تعميما علق على باب كل مسجد وكان لزام علينا تنفيذه وعدم الإعتراض عليه ، ما دام جاء ممن حلف بشرفه ودينه بأن لا يخون الأمانة التي أوليته أنت إياها، ولكن لرعيتك كلمة لربما تكون غير الذي إجتهد وزيرك بها وأظهرها وعمم بها ، وكان لزام عليه أن يسمع ، كان سر هذا التعميم هو أنه جاء منافيا لكلمة الحق التي أمر الله بها ، كان سره أنه يخالف منهج بلد الحرية والديمقراطية في الإعتقاد ولم يخالفه أحد من شعبك إلا شرذمة إرتأت الحداثة والخروج عن الأصل، ولست هنا بصدد الحديث عن أولائك ولكن السواد الأعظم من شعبك يدين دين الحق وأجيال قادمة تستمد من هذه المنابر خلاصة الفكر الإسلامي العريق بمختلف مذاهبه الإسلامية التي يضرب بها أروع الأمثلة في جميع أنحاء العالم في التسامح والتوافق ونبذ الطائفية والفرقة.
مولانا العظيم ،،،
تعودنا منك أن تسمعنا وأنك لا تزعل من كلمة حق يقولها أحد من شعبك ، وقد كان لك في رسول الله والصحابة أسوة حسنة ، فلا خير فينا إن لم نقولها ، وفيك الخير إن سمعتها ، كما هي سيرتك منذ أن حملت على عاتقك هذا الحمل العظيم من ولاية أمرنا منذ أربعون سنة ، ولم تختلف مع شعبك في شيء إلا كان عفوك وتسامحك سابقا لقوتك ، وكرمك وإنصافك وعدلك سابقا لملكك ، هذا الوطن الغالي الذي دينه الإسلام وحمل على عاتقه نشره ، وها نحن اليوم لنا في كل ركن من أركان العالم أثر وسطرنا أروع الملاحم في الإسلام، من طرد المستعمرين في سقطرى وحتى نشر الدين والعدل في إفريقيا ، بعد كل هذا من خدمة وتفاني في رفع شأن الإسلام ونشره وبعد هذا التاريخ العريق من نهضة وعلم وإرث كبير من علم تركه جيل لا يخُتلف أنهم في الفردوس الأعلى من الجنة ... أمين
مولانا العظيم ،،،
لا بد لمأذننا أن تخرج منها صوت الحق وكلمة لا إله إلا الله، كان لزام علينا أن نعرف أن كلمة الحق لا تخرج سوى من أمثالنا ونحن من بنينا ذلك التاريخ وكان لا بد لجيلنا القادم أن يحذو حذونا ويكمل المشوار، وليس من الأئق أن تتشوه سمعتنا ونحن العمانيون أهل سبق في نشر الدين، ولا يخالج شك أحد من الناس كان مسلم أو غير مسلم يعيش بيننا بأن خٌلقُنا وعظمة تسامحنا وودنا مستمد من هذا الدين الحنيف وأن الله أرسل من بيننا من يذكرنا بديننا ويبصرنا بهفواتنا كي نبقى على ما نحن عليه لأجيال حتى يرث الله الأرض ومن عليها.
هذا وأني أرفع لك هذا الخط كي تنظر في شأن هذا التعميم وأنه سيضر لا ينفع وأنه لا يستفيد أحدا منه ولكن نتائجة ستظهر جلية عندما يرفع الله عنا الرحمة ويمقتنا بسكوتنا عن قول الحق ونبقى أسيري المعاصي لا نجد من ينورنا ويأخذ على أيدينا ، وسكوت مأذننا لدليل على صمت الحق وشيطان أخرس بيننا ، ونحن نخالف قول رسول الله (ص) .. بلغوا عني ولو أية .. صدق رسول الله.
إبنك البار لك ولوطنه ... باب موثر (باب العلامة الجليل أبي المؤثر)
تعليقات