أطروحاتكم .. بين البوابة المفتوحة للباحث الأمني و فهم المجتمع وتقلباته الفكرية
بسم الله الرحمن الرحيم
لن تجد بين كُتاب الإعلام المكتوب خيارا لإستدعاء كلمة حرية الكلمة وحرية التعبير إلا قليلا ، بينما تجد الكثير من المقالات والمداخلات في عالم الصحافة والكتابة الإلكترونية التي تترك الكاتب أمام هذا الخيار ، وما أن يشعر توجسا بعدم مفعوليتها يحاول فرضها على نفسه وعلى مجتمعه ، وفي الكثير من الأحيان يخلط المستدعي لها في فهما ويبدء الخلط بين إستدعائها في شتم مسؤل وبين نقده لتحسين مستوى خدمات أو تحليل واقع معين أو خطاب إقتصادي أو نقد مشروع حكومي ... لًخبَطه يعيشها الكثير من الكتاب الإلكترونيين ...
الكاتب والمفكر محمد الأحمري وصف الحرية بقدرة المثقف وجميع طبقات المجتمع في تطوير ذاتها وتطوير مجتمعاتها والخلاص من القيود السياسية والقيود الفكرية ... " حقيقة أن المجتمع والشعوب العربية تعيش ثورة من الإنفتاح الفكري والثقافي ولكن في المقابل لا زالت تعيش إنغماس في التناقضات لا مثيل له في تاريخ البشرية، فمع هذا الإنفتاح الذي أستورده الفرد ليكون وجهته نحو الحرية أصبح في المقابل يعيش تناقضا من حيث التكوين الفكري له ولمجتمعه، فعلى سبيل المثال يحارب الإستبداد بقلمه ويمارسه في المنزل ورجل أخر يغمض عيني زوجته لأن مقطعا غير أخلاقي ظهر في الفلم بينما بقيت عيناه مفتوحتان! ، وأب أخر تخرج إبنته مع صديقها كافلا لها حرية التفكير وأطلق لها العنان بما تعنيه من ثقافة المجتمعات الغربية لا مجتمعنا المسلم ....
لذلك فلا غرابة أن ترى حكومات تستبد برأيها فتلغي المواطنة بالمساكنة ، لأنها ممثلة في فكر طائفة من هذا المجتمع المستبد أصلا برأية حالها كحال الأب والزوج والأخ في المثال السابق .. ومجتمع مليء بالمغالطات والأفكار المتناقضة بين الحرية الحقيقية في مجتمع مسلم وبين الحرية التي تكونت لديه خلال سنوات من الهواجس والإنفتاح ، لا تستبعد أن ينهار في يوم من الأيام أمام أول تجربه في حرية التعبير تواجههم ..
هذا مدخل لطرح أعتقد أنه لا بد من الشفافية فيه فقد إستولت على الناس الكثير من المفاهيم المنغصة لمعنى حرية التفكير أو حرية الكلمة والتعبير ، ومعاناتنا كشعب من هواجس أمنية وهواجس أخرى أنانيه وهواجس المظلوم وهواجس كثيرة تغرق أصحابها في دوامة ، فخلقت الكثير من التناقضات لدى الكثيرين ...
ولتصحيح المفهوم لدى الناس ، خطب السلطان قابوس حفظه الله في الناس في يوم مشهود فوضع الفصوص على النصوص وقال كلمته المشهوره " لا لمصادرة الفكر" ، فمطها البعض كي تتسع لكل شيء في جعبته وخيالاته ... وانهالت الإطروحات المسمومة التي تشكل بدائية وسطحيت المجتمع الطارح لهذه المواضيع ...
إن العارف لمعنى حدود الكلمة يعرف في المقابل أن هناك الكثيرمن المفاهيم التي لا بد للشعب أن يغيرها وأن يرقى بفكره ويسمو بثقافته ... ولعلي من الأشخاص الذين يُعرف عنهم الجرءة في الحديث حتى مع من أعرفهم أنهم يعملون في الأجهزة الأمنية من الأهل والأنساب والأصدقاء والزملاء ، فلست أخفي كلمة حق في لساني أبدا ، إن كان البعض يراها كياسة في غير محلها ... وشعوري الكبير بأنهم أصدقاء يجعلني وبأني عاقل عارف لحدودي من التعبير أعبر عن رأي ... ولي الكثير من الأحاديث الجريئة مع الكثير منهم ... ولا أخفي عليكم شعوري بالخوف لظهوري هنا بإسمي الحقيقي وإيصال أفكاري الى أكبر فئة من المجتمع، ولكنه تلاشى مع الأيام ....
والدي ليس متابعا لمشاكلنا في السبلة ولا يهتم لها وولائه بركان ثائر ، بل من العجيب أني ذهبت معه الى الحج هذا العام وكلما رأى تسهيل لأمر ما ، شكر فيها قابوس ، فقلت له ما علاقة هذا بمولانا قابوس والنهضة ، فيقول لولا هيبته ووضع كرامة العماني فوق كل شيء لما كنا بهذا الحجم من الإحترام ،، قلت له صدقت ولكن هذا التسهيل لكل الناس ، كفلت لوالدي حرية رأيه فهذا الذي يفكر فيه تكون منذ أن رجع الى عمان من الغربة عام 1970 وحتى اليوم مع أني ضد تأليه وتقديس الحاكم ...
... الجمعة الماضية أخبره أخي أن لي مواضيع أنتقد فيها بعض الأمور وألقي الضوء على أمور أخرى، فقال لي ، أنت ما راحم نفسك؟! قلت له أبي "لا أشكل تهديد على أحد ، بل لا بد من حرية الكلمة والنقد البناء كي نبني الوطن بطريقة عصرية الكل يشارك برئية ويأخذ منها السمين ويترك الغث .." قال لي " أنت مخطأ الحكومة تعرف ما عليها فعله .. " ، قلت له أنا غير مشروك في الرأي السياسي والإقتصادي وبهذه المقالات أشارك ربما في تغير شيء وربما في إصلاح وربما في تغير فكر الناس ... أبي: الحكومة ممثلة في مولانا قابوس كفل لي حرية التعبير، وثق تماما أني لن أشارك في حرية تمزق فيها نسيج مجتمعي أو تهدد أمن بلدي أو أحرض أحد على أحد ، أنا حريص كي يسبق العقل والعقيدة كلمتي ومقالي .. فسكت عني ... أما أمي (حفظها الله) قالت لي " إنتبه لنفسك! " قلت لها ممن ماه؟؟ لا أسب ولا أكذب ...
للأسف من الأمور الملازمة لفكرنا وثقافتنا فيما يتعلق بهواجسنا الموروثه لا زالت تلازمنا حتى اليوم ، في أحد الأيام رأيت أحد أقاربي وضع صورتين لمولانا قابوس (حفظه الله) في مجلسه ، فقلت له لماذا لا تكون صورة واحدة وفي الأخرى صورة خارطة عمان أو أي صورة أخرى ، إنتابه شعور بالخوف وأشياء تدل على أن هناك هاجس خوف ورقيب وهمي .. قال لي .. لا وألف لا ، صورتين لا بد من وجودهما في مجلسي .. (حقيقة إنتابني نفس الخوف وقلت ، أستغفر الله وأتوب إليه)، هل هذه هي الوطنية التي لا بد أن نعبر عنها ، أم مفهوم حب الوطن والسلطان أبعد من هذا ...
حالنا في الواقع لا يختلف أبدا عما نكتبه في أروقة صفحات هذا المنتدى ، فمجموع ما نطرحه هو إنعكاس تفكيرنا وطريقة عيشنا ، وهو نافذة لبحوث وتقارير أمنية وسياسية وإقتصادية ، ولعل الهاجس الذي أرق مجتمعنا لسنوات طويلة عبارة عن تجميع لأفكار الناس لإيصالها الى الحاكم للتعرف عن التغيير الفكري لطبقات المجتمع المختلفه ... وما يثبت كلامي حديث السلطان حفظه الله الأخير في إفتتاح مركز البحث العلمي في الجامعة ، فكانت مداخلته مع الدكتور سلام الكندي عندما ذكر له أنه ستكون هناك بطاقة لكل فرد يكون حامل لمرض أنمياء الدم ، رد عليه السلطان ، وهل سيقبل المجتمع هذا ، هل سيوافق الناس؟ ... هذا مثال يدل أنه مراقب وعبر أجهزته التطور الفكري للمواطن منذ توليه الحكم وحتى اليوم ... ولا أدري ما وصل إليه من تحليل ... !
ما يفعله الكثيرين من تخريب وبث أفكار وأطروحات لا تعكس ثقافة الشعب ولا التطور الفكري للمجتمع ، سينعكس سلبا على الصورة التي سيرسمها الباحث، سواء كان باحث أمني أو سياسي أو إقتصادي ... وإنعكاساتها السلبية ...
ما يجب على الفرد منا هو ترك الإنفتاح المغلوط و التخلص من القيود الفكرية والسياسية والتشويش الثقافي المخلوط بالإنفتاح والإستبداد ومغالطات التكوين الفكري، والنظر الى بناء ثقافة جديدة تتمحور حول لغة الحوار ونقل الفكرة بطرق صحيحه يتفاعل معها المجتمع وتنبناها الحكومة في آن واحد، هذا مع ضبط الحرية بضوابط تحدد مسارها السليم ، فلا حرية كلمة في العقيدة ولا ديموقراطية تسب الحاكم ...
لن تجد بين كُتاب الإعلام المكتوب خيارا لإستدعاء كلمة حرية الكلمة وحرية التعبير إلا قليلا ، بينما تجد الكثير من المقالات والمداخلات في عالم الصحافة والكتابة الإلكترونية التي تترك الكاتب أمام هذا الخيار ، وما أن يشعر توجسا بعدم مفعوليتها يحاول فرضها على نفسه وعلى مجتمعه ، وفي الكثير من الأحيان يخلط المستدعي لها في فهما ويبدء الخلط بين إستدعائها في شتم مسؤل وبين نقده لتحسين مستوى خدمات أو تحليل واقع معين أو خطاب إقتصادي أو نقد مشروع حكومي ... لًخبَطه يعيشها الكثير من الكتاب الإلكترونيين ...
الكاتب والمفكر محمد الأحمري وصف الحرية بقدرة المثقف وجميع طبقات المجتمع في تطوير ذاتها وتطوير مجتمعاتها والخلاص من القيود السياسية والقيود الفكرية ... " حقيقة أن المجتمع والشعوب العربية تعيش ثورة من الإنفتاح الفكري والثقافي ولكن في المقابل لا زالت تعيش إنغماس في التناقضات لا مثيل له في تاريخ البشرية، فمع هذا الإنفتاح الذي أستورده الفرد ليكون وجهته نحو الحرية أصبح في المقابل يعيش تناقضا من حيث التكوين الفكري له ولمجتمعه، فعلى سبيل المثال يحارب الإستبداد بقلمه ويمارسه في المنزل ورجل أخر يغمض عيني زوجته لأن مقطعا غير أخلاقي ظهر في الفلم بينما بقيت عيناه مفتوحتان! ، وأب أخر تخرج إبنته مع صديقها كافلا لها حرية التفكير وأطلق لها العنان بما تعنيه من ثقافة المجتمعات الغربية لا مجتمعنا المسلم ....
لذلك فلا غرابة أن ترى حكومات تستبد برأيها فتلغي المواطنة بالمساكنة ، لأنها ممثلة في فكر طائفة من هذا المجتمع المستبد أصلا برأية حالها كحال الأب والزوج والأخ في المثال السابق .. ومجتمع مليء بالمغالطات والأفكار المتناقضة بين الحرية الحقيقية في مجتمع مسلم وبين الحرية التي تكونت لديه خلال سنوات من الهواجس والإنفتاح ، لا تستبعد أن ينهار في يوم من الأيام أمام أول تجربه في حرية التعبير تواجههم ..
هذا مدخل لطرح أعتقد أنه لا بد من الشفافية فيه فقد إستولت على الناس الكثير من المفاهيم المنغصة لمعنى حرية التفكير أو حرية الكلمة والتعبير ، ومعاناتنا كشعب من هواجس أمنية وهواجس أخرى أنانيه وهواجس المظلوم وهواجس كثيرة تغرق أصحابها في دوامة ، فخلقت الكثير من التناقضات لدى الكثيرين ...
ولتصحيح المفهوم لدى الناس ، خطب السلطان قابوس حفظه الله في الناس في يوم مشهود فوضع الفصوص على النصوص وقال كلمته المشهوره " لا لمصادرة الفكر" ، فمطها البعض كي تتسع لكل شيء في جعبته وخيالاته ... وانهالت الإطروحات المسمومة التي تشكل بدائية وسطحيت المجتمع الطارح لهذه المواضيع ...
إن العارف لمعنى حدود الكلمة يعرف في المقابل أن هناك الكثيرمن المفاهيم التي لا بد للشعب أن يغيرها وأن يرقى بفكره ويسمو بثقافته ... ولعلي من الأشخاص الذين يُعرف عنهم الجرءة في الحديث حتى مع من أعرفهم أنهم يعملون في الأجهزة الأمنية من الأهل والأنساب والأصدقاء والزملاء ، فلست أخفي كلمة حق في لساني أبدا ، إن كان البعض يراها كياسة في غير محلها ... وشعوري الكبير بأنهم أصدقاء يجعلني وبأني عاقل عارف لحدودي من التعبير أعبر عن رأي ... ولي الكثير من الأحاديث الجريئة مع الكثير منهم ... ولا أخفي عليكم شعوري بالخوف لظهوري هنا بإسمي الحقيقي وإيصال أفكاري الى أكبر فئة من المجتمع، ولكنه تلاشى مع الأيام ....
والدي ليس متابعا لمشاكلنا في السبلة ولا يهتم لها وولائه بركان ثائر ، بل من العجيب أني ذهبت معه الى الحج هذا العام وكلما رأى تسهيل لأمر ما ، شكر فيها قابوس ، فقلت له ما علاقة هذا بمولانا قابوس والنهضة ، فيقول لولا هيبته ووضع كرامة العماني فوق كل شيء لما كنا بهذا الحجم من الإحترام ،، قلت له صدقت ولكن هذا التسهيل لكل الناس ، كفلت لوالدي حرية رأيه فهذا الذي يفكر فيه تكون منذ أن رجع الى عمان من الغربة عام 1970 وحتى اليوم مع أني ضد تأليه وتقديس الحاكم ...
... الجمعة الماضية أخبره أخي أن لي مواضيع أنتقد فيها بعض الأمور وألقي الضوء على أمور أخرى، فقال لي ، أنت ما راحم نفسك؟! قلت له أبي "لا أشكل تهديد على أحد ، بل لا بد من حرية الكلمة والنقد البناء كي نبني الوطن بطريقة عصرية الكل يشارك برئية ويأخذ منها السمين ويترك الغث .." قال لي " أنت مخطأ الحكومة تعرف ما عليها فعله .. " ، قلت له أنا غير مشروك في الرأي السياسي والإقتصادي وبهذه المقالات أشارك ربما في تغير شيء وربما في إصلاح وربما في تغير فكر الناس ... أبي: الحكومة ممثلة في مولانا قابوس كفل لي حرية التعبير، وثق تماما أني لن أشارك في حرية تمزق فيها نسيج مجتمعي أو تهدد أمن بلدي أو أحرض أحد على أحد ، أنا حريص كي يسبق العقل والعقيدة كلمتي ومقالي .. فسكت عني ... أما أمي (حفظها الله) قالت لي " إنتبه لنفسك! " قلت لها ممن ماه؟؟ لا أسب ولا أكذب ...
للأسف من الأمور الملازمة لفكرنا وثقافتنا فيما يتعلق بهواجسنا الموروثه لا زالت تلازمنا حتى اليوم ، في أحد الأيام رأيت أحد أقاربي وضع صورتين لمولانا قابوس (حفظه الله) في مجلسه ، فقلت له لماذا لا تكون صورة واحدة وفي الأخرى صورة خارطة عمان أو أي صورة أخرى ، إنتابه شعور بالخوف وأشياء تدل على أن هناك هاجس خوف ورقيب وهمي .. قال لي .. لا وألف لا ، صورتين لا بد من وجودهما في مجلسي .. (حقيقة إنتابني نفس الخوف وقلت ، أستغفر الله وأتوب إليه)، هل هذه هي الوطنية التي لا بد أن نعبر عنها ، أم مفهوم حب الوطن والسلطان أبعد من هذا ...
حالنا في الواقع لا يختلف أبدا عما نكتبه في أروقة صفحات هذا المنتدى ، فمجموع ما نطرحه هو إنعكاس تفكيرنا وطريقة عيشنا ، وهو نافذة لبحوث وتقارير أمنية وسياسية وإقتصادية ، ولعل الهاجس الذي أرق مجتمعنا لسنوات طويلة عبارة عن تجميع لأفكار الناس لإيصالها الى الحاكم للتعرف عن التغيير الفكري لطبقات المجتمع المختلفه ... وما يثبت كلامي حديث السلطان حفظه الله الأخير في إفتتاح مركز البحث العلمي في الجامعة ، فكانت مداخلته مع الدكتور سلام الكندي عندما ذكر له أنه ستكون هناك بطاقة لكل فرد يكون حامل لمرض أنمياء الدم ، رد عليه السلطان ، وهل سيقبل المجتمع هذا ، هل سيوافق الناس؟ ... هذا مثال يدل أنه مراقب وعبر أجهزته التطور الفكري للمواطن منذ توليه الحكم وحتى اليوم ... ولا أدري ما وصل إليه من تحليل ... !
ما يفعله الكثيرين من تخريب وبث أفكار وأطروحات لا تعكس ثقافة الشعب ولا التطور الفكري للمجتمع ، سينعكس سلبا على الصورة التي سيرسمها الباحث، سواء كان باحث أمني أو سياسي أو إقتصادي ... وإنعكاساتها السلبية ...
ما يجب على الفرد منا هو ترك الإنفتاح المغلوط و التخلص من القيود الفكرية والسياسية والتشويش الثقافي المخلوط بالإنفتاح والإستبداد ومغالطات التكوين الفكري، والنظر الى بناء ثقافة جديدة تتمحور حول لغة الحوار ونقل الفكرة بطرق صحيحه يتفاعل معها المجتمع وتنبناها الحكومة في آن واحد، هذا مع ضبط الحرية بضوابط تحدد مسارها السليم ، فلا حرية كلمة في العقيدة ولا ديموقراطية تسب الحاكم ...
تعليقات
اشكرك اخي الكريم على نقدك البناء ...
تحياتي