حقوق المرأة المزعوم ... الواقع الحقيقي في مجتمعنا وبعض الحلول للنقاش

بسم الله الرحمن الرحيم

إن ما يحصل من تهميش لدور المرأة الحقيقي في حق المجتمع المدني المسلم الحديث هو بحد ذاته جريمة ، هذا المجتمع الذي يعيش تناقضا بين إشراك المرأة في المجتمع وبين إغراقها في أدوار الرجال ومعاملتها معاملة الرجال المختلفين في جميع الخصائص الفيزيائية والتركيبية ، فليس تجاوزا إن قلت أن المرأة أصبحت مسلوبة الحقوق بهذه الإدعاءات ونتيجة لذلك أخفقت في واجباتها، فهنا واجب علينا إشهار كلمة الحق وإيقاف نزيف الإدعاءات الباطلة بتكوين مجتمع مدني تشارك فيه المرأة الرجل في كل شيء، يدعون أن إشراكها هو لبناء الوطن والمواطن والحقيقة أن إشراكها بالطريقة التي يدعون هو هدم للوطن وهدر لصحة المرأة وتخريب للبيوت وإضعاف فكر الأجيال القادمة.

ما نراه اليوم من نداء لتعريف المرأة بحقوقها لا يراعى فيه أقل الإمكانيات التي وضعها الخالق في المرأة ، وأكثر ما تستطيع المرأة القيام به من شراكة حقيقية مبنية على الفطرة وعلى أسس الدين وليست تلك القوانين الرجعية الدنيوية التي ينادي بها المجتمع الغربي الذي يبكي دما على أخطاء غبش التصور هذا.

ويحاسب المجتمع المرأة بدورين ، دور رجالي تقوم به خارج المنزل ودور أنثوي تقوم به داخل البيت، أما ما تقوم به خارج المنزل لا يعدوا أكثر من أدوار تقاسم فيه الرجال أو أدوار كتلك التي لا بد من وجودها فيه ، ودورها داخل البيت هو أعظم المهن وأسمى الواجبات وأرق على جسدها وأحن على عاطفتها وأرحم على أجيالنا وفلذات أكبادنا.

من يكتب أو يجوجل كلمة (حقوق المرأة في الوطن العربي) سيرى ما ذهبت إليه التصورات الباطلة وإلى التبعية الهوجاء التي يعيشها الوطن العربي وكيف أن الأمر لدينا أصبح تقليدا دون وعي ولا دراسة ، ينادى في ندوات و ورش عمل وبرامج تلفزيونية وإعلامية بتلك الحقائق الشاذة التي فيما بعد تتبناها المرأة وكأنها تعود إلى حالتها وادكرت بعد حين وتقول "نعم أين حقوقي" ولن تنتبه لتقول " ما هي واجباتي؟".

يتسم غبش التصور هذا بسمتين أساسيتين وهما قيادة العالم بمنهج بشري واحد عمدا وعن قصد وترصد من دول تعاني الأمرين من هذا التصور الباطل والتي داخل بلدانها تشهر كلمة (Stop home Violence – أوقفوا عنف البيوت) لإدراكهم من تقارير مراكز الشرطة والمؤسسات الإجتماعية ما آل إليه إنحطاط مستوى حق المرأة، أما السمة الأخرى فهي التبعية الساذجة للمجتمعات الناشئة ، والتي أصلا تطالب بمجتمع مدني متحضر وإشراك الناس من خلال الجمعيات والمؤسسات المدنية في التطوير وبناء الأوطان ، فتتلقاها الكم الهائل من الشروط والبنود والحقوق المهضومة فتتخبط بين أسطر تلك المراجع فتفقد التركيز فلا تُقيم وزن لشيء ولا تراعي الدين ولا العادات والتقاليد وتنهضم فيها المباديء والأسس.

إنها جريمة بشرية بأن ينادى بالمساواة وهي المرأة نفسها تعرف ضعفها وترى إمكانياتها وفوق هذا وذاك تُهضم حقوقها في المؤسسات وتعامل معاملة الرجال وتساوى به في كل شيء وعندما نأتي معها في ممارسات المجتمع العام تعود الأمور لفطرتها، فلا تأخذ رقما لتصف بل يقدمها الرجال ، لها قاعاتها الخاصة للإنتظار ويراعى فيها كل أسباب الخصوصية، ناهيك أن البيت يصمم ويبنى على أعلى المواصفات للخصوصية، هذا كله للمرأة.

سأدرج مجموعة من الوقفات التي يعيشها المجتمع بتناقضاته فيما يخص حقوق المرأة وأعني هنا المرأة العاملة في كلا القطاعين، سأكون أكثر جرأة وصراحة وليعذرني الرجال والنساء:

1. قبل الزواج تكون المرأة أكثر حرية وأخف حملا وأسهل مراس، تكون طاقاتها في أعلا مستوياتها تعطي جل وقتها للعمل وتأخذ شنطتها محملة بالإوراق كي تنهي ما بقي منه في البيت، ولكن يبقى حق واحد وهو الخصوصية البحتة التي تحب المرأة التمتع بها ، فتسلب هذا الحق فيزج بها بين رجال كثيرين ينظر إليها الداخل والخارج فتغفل عن لف عبائتها أو تغطية شعرها ، وينسى أمرا أجل وأشرف من ذلك وهو أن ضحكتها عورة وشعرها عورة ورجليها عورة ، وهذا ما لا يستطيع أحد التحكم به ، وينسى أن المجتمع لا زال غيور واقعه هكذا، وهناك من الغيورين من الرجال من يمتنع عن العمل مع النساء خوف الوقوع في صغائر الأمور كالضحك وتبادل النظرات البريئة، والجمل المحرجة.

2. أما المرأة العاملة بعد الزواج والحمل والولادة ، فالحال كالآتي:
أ‌. تترك المرأة المنزل مع زوجها تاركة الأطفال للعاملة كي تحضرهم للمدرسة.
ب‌. تستقبل العاملة الأولاد وتأتي المرأة منهكة لا تعرف ساقيها من رأسها فتنام أو تصبر لتقعد دقائق تري زوجها وأطفالها الوجه المتعب.
ت‌. إذا حملت وفي أشهرها الأخيرة ، الوضع يزداد سوء في عملها وبيتها.
ث‌. تخرج من المنزل كأي يوم أخر وهي حامل حتى أخر يوم ولادتها، ويحصل التقصير العجيب في مسؤليات العمل وفي واجبات المنزل.
ج‌. تجاهد جهادا عظيما كي تبقي أثرها في البيت ، فتستلقي ساعة وتعمل ساعة ، ينهشها العمل والأطفال والبيت وأهلها وكل محيطها ، حتى تفقد التركيز، وفاقد الشيء لا يعطي.
ح‌. هذا ناهيك ما تعانية المرأة من ظلم الزوج والأب في أكل مدخراتها وراتبها.

سأسرد بعض الأحداث و ما أنوي قوله من سرد هذه الأحداث هو أن المرأة لها قدرات وإمكانات وخصائص وأحوال لا يمكن أن تتعداها ، إلا إذا ما أرادت أن تعيش مع عالم الرجال فيجب عليها أن تنسى أنها إمرأة أصلا ، وليس هذا يعني أنها لا تصلح بل تصلح في مواقع كثيرة ولها يد كبيرة في تحسين مستويات العمل التكاملي ، ومن النساء من تصلح في القيادات ووهبن ذكاء حاد وقدرات عجيبة، ولكن ليس في كل شيء ويجب على الجميع دراسة الواقع والخروج بمقترحات تحدد فيه إين تصلح المرأة للعمل:

- يخبرني صديق (كويتي) أنه إصطدم مرة بمديرته حيث يقول أنه كلما يدخل عليها المكتب تلملم نفسها وكأنها كانت في أريكت البيت وخلال الإجتماع كل دقيقة تتأكد من لحافها وتنورتها (لم تأخذ بأسباب الستر المطلوب)، فيحرج ويفقد التركيز، فقال لها مرة : لك واحد من الأمرين ، أن تتركيني أعمل دون مديرة وغض بصروتذهبي لبيتك أو نتركك تعملين معنا وتلبسي ما تشائين و تشعرينا بأنا محارمك ولا بأس أن رأينا شيئا منك! ........... فطرد من المكتب!

- ويخبرني أخر، أنه في كل إجتماع يؤشر لزميلته في العمل بأن تغطي شعرها فقد إنساب من بين الحجاب وتارة يناديها ليخبرها أي شيء وهذا فقط لكي تصلح جلستها .. يقول تعبت من هذا الحال وأنا بين أربعة نسوة وإحداهن زوجها يعمل معي ويبين عليه الغيرة ويلمح بتهميشها (لا تعطوها شغل كثير) كي ينقطع تواصلها مع زملاءها في العمل.

- خبر أخر ، وقد ذكرته في معرض ردودي على مقال للأخت الكاتبة (لنعد) في موضوعها الرئة المعطلة، بأن أحد زملائي من يعمل في مجال حقول النفط والغاز عينت معه فتاة لم تكن حينها متزوجة ، وما أن تزوجت ذهبت هممها وأهملت العمل، يذكر أنه كان يعطيها العمل فترفض بحجت أنها حامل ، ومن ثم ترفض بحجة أنها متعبة وغير قادرة وترفض كل الأعمال التي أوكلت لها في الحقول و المصنع لأنها مرهقة ، وبقي كل مسؤلياتها على عاتقه ولم يسند بأحد حتى إستقال وترك لها الجمل بما حمل!

أين هي الحقوق ؟ .. لماذا نطالب بحقوق المرأة والمساواة؟ وهي فاقدة لأهم حق، لماذا لا تميز حسب فطرتها وطبيعتها؟

وأنا أقولها صراحة ، إذا تطالبون المرأة للعمل يد بيد أو كذلك الشعار (معا لبناء الوطن) ، فلكم إتباع هذه النصائح التالية والتي لن تروق للكثيرين:

1. يكون لها عقد خاص مع المؤسسة يكتب فيها حقوقها وأولها الخصوصية.
2. تحدد مسؤلياتها حسب وضعها الإجتماعي وإمكانياتها.
3. إلزامهن باللبس الشرعي وعدم الإبتذال!
4. للمتزوجة : تعمل خمسة ساعات فقط تخرج الساعة الثامنة والنصف وتعود الساعة الواحدة والنصف.
5. يكون لها شهر قبل موعد الولادة وثلاثة أشهر بعد موعد الولادة براتب كامل.
6. لها تمديد إجازة الأمومة بنصف راتب لسنة كاملة.
7. كل إمرأة لها مكتبها الخاص وغير مكشوف.
8. لها محرم في رحلات العمل أو حتى تعفى من ذلك ! (أعتقد يعمل به في القطاع الحكومي فقط).
9. لهن مصعد خاص لا يشاركهن الرجال فيه.
10. تشارك الرجال في الإجتماعات عن طريق ال(conference call) !
11. تخصص ورشات عمل خاصة يعرفن بحقوقهن في العمل وكيف يستخدمن القانون كي تطالب بحقوقها.

حينها سنقول هذه هي الحقوق.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رسالة لأخي بدر العبري …

فوهة المدفع والبارود .... كلمة حق

القيم التي تعيش عليها الحياة الزوجية