يا إعلامنا ... رسالتك وصلت ، لكن لو حبذا على الأرضي لا العام! وقَلِم أظافر صحافتك.

*


*


*



السلام عليكم ... هنا حديث خليط بين الصحافة والإعلام!

ليست عادتي الهلوسة في السياسة في هذا الشهر الكريم ، ولكن ما انبرى الى علمي شيأ من قبح السياسة إلا وراودتني هواجس الكتابة ..

غبش تصور وإنقلاب مفاهيم في رسالة الإعلام ، لا يصح الحديث معكم سوى بلغة المستهزيء بمنجزاتكم في أربعين عاما ، لم ننتج سوى من أنتجنا ولم نُهيء لهذا الجيل سوى أولئك من يخرجون لنا دندنتكم ومزبلة باقة برامجكم ، إستثناء لا لغيرها لبعض البرامج الناجحة التي قليلا ما نسمع عنها ونشاهدها.
لا مشاركة في التنمية ولا في البناء ولا في الإصلاح ولا في حرية الكلمة ، ماذا أنتجتم حتى اليوم سوى إرشيف كبير جدا من مسلسلات وبرامج أستأصلت روح الإصلاح والتنمية منها لنحصل خراج ما فعلتم من سياساتكم وإعلانات عنوانها لنحافظ على المنجزات!، والمبكي أن إعلامنا يستهدف الكبار ليصلح قيمهم وأخلاقهم!
والأمانة في الواجبات والإخلاص في العمل ، قيم ومباديء مفروغا منها في أوروبا وأمريكا ونحن لا زلنا نصلح به المجتمع ، يا دكتور يا فهدي لعلك وجدت في الوطنية وحب الوطن شيئا لم نجده في ديننا ولم يخبر به أهل الإصلاح منذ عقود لتخبر به قومك وعلى ملأ من الناس ، أننا لا زلنا نصلح الأخلاق والقيم ، أرجعوا القناة الأرضية كي لا يسمعكم القاصي والداني ...

تخبرهم، أن الغش حرام وأن الواسطة حرام وأن الرشوة حرام وأن الدخول على المنازل بغير إذن حرام، رسالتك وصلت ، لكن لو حبذا على الأرضي لا العام!

الشعوب تجاوزتها ونحن نخبر بها اليوم .... القيم والأخلاق راسخة في مبادئكم يا من تدينون بدين الإسلام ولا حاجة لإعلام في هذا ومساجدنا تصدح بها ، بل أن هناك ما هو أهم من ذلك ، سبقتنا به بعض إعلام الإعلانات والتجارة والخالطين بين الصالح والطالح – للأسف نحن لسنا خلف الركب بل في مسار أخر، حتى وإن قارنا بأولئك الخالطين!
لوكان برنامجك أخي الدكتور من ضمن برامج الفترة الصباحية للأطفال وعلى الأرضي فقط ، فهم أحوج له اليوم .. ولست مستهزأ بك بل أنت أحد رموز الثقافة ، ولكن خانك الهدف! وكان ينبغي للإدعاء العام والجزاء المدني إخبارنا - على الأرضي طبعا - عقوبة من تسول له نفسه الغش والواسطة (ربما اليوم بعض مسؤلينا في الزنزانات، لو طبقت عليهم) ودوائر الوعظ والإرشاد تخبرنا عن حرمة البيوت وآداب الإستئذان! ... نريد تطبيق القانون على من يخالف ويفسد في الحكومة لا أن نطبط عليهم!

الإعلام اليوم له الحظ الأوفر في قيادة التغيير ، فالناس في منازلهم ينتظرون الكلمة الحرة التي لا بد أن تحاصر كل ما هو غث في إعلامنا وتخرج للملأ ، الكلمة الحرة في الدين في التنمية في الإصلاح الإقتصادي والتنموي والإداري في الرقابة في التمكين في التغيير في التعلييم في الإقتصاد في الحياة الكريمة والرفاهية وفي إيجاد الحلول وفي كل شيء أرادته الشعوب العربية اليوم .. أين أنت منه يا إعلامنا!

ناهيكم أنه لا مراكز إعلامية ولا إهتمام بصناعة جيل يقوم على قيادة الدفة في الأيام القادمة ، بل أنه من عرفنا أنهم جيل الإعلام القادم إعتصموا ونددوا وبحة حلوقهم بالتغيير ولكن لا مساس لا مساس!
لا فكرة ولا إجتهاد في رفع مكانة الإعلام والبرنامج العماني ، تقليدي حتى في ما أريد به الإصلاح ، برامج تلفزيونية لتعليم التجويد إستبدلت الصبورة بالقلم الإلكتروني ...!



وفي جانب أخر من الإعلام ، تخرج لنا اليوم جمعيتنا الصحفية لتشجب قبض الإحتلال الصهيوني للصحفي والإعلامي سامر علاوي (سيخرج لا داعي للشجب وفرد العضلات) ، لأنكم نسيتم أو تناسيتم من شْجب الإحتلال الفكري هنا في أرضنا ولا أدري من سيخرجنا من براثينه ، حتى أنا شككنا في دور الصحافة ليخرج لنا بعض مثقفينا بأن الحاج أخطأ ، وهل من حج أخطأ؟ مسكين يا صحفي! لن تنال شرف المهنة أبدا حتى وإن أخلصت النوايا في وطنك ومجتمعك ، يبدوا حتى وفي عهدك يا مولاي ، لا بد من ضحايا!

وكنت قد ذكرت في مقال أخر لي عنوانه مشاركة الصحافة والمجتمع المدني في تحريك الكراسي ... قلت فيه :


(........ الإعلام ودوره المغيب في مساعدة الحكومة في تغيير او تعيين الكوادر الأجدر في كراسي القيادة ، هذا الدور عادة ما تلعبه صحف أي بلد ديمقراطي والتي تحدد مسار الفساد والإصلاح في المؤسسات الخدمية والحكومية ، والإعلام بشقيه المرأي والمكتوب يساعد ولاة الأمر على تحديد الأفراد الفاشلة أو المؤهلة للقيادة من خلال سلسلة من البحث الصحفي عن إنجازات أو إخفاقات المؤسسات الخدمية والحكومية التي دائما ما تتمثل في أصحاب القرار في تلك المؤسسة ، فعندما تفرض القيود على الصحافة والإعلام وتبقى الأمور معتمة لعشرات السنين حتى تفوح روائح الخلل ويبدأ التغيير والحراك ، وينطلق هذا الحراك بتغيير الكرسي الأول في المؤسسة فقط مع الإبقاء على السياسات القديمة وتبدأ سلسلة إستخدام الصلاحيات المقننه مسبقا أو يمكن أن نسميها الراحة الجديدة للمسؤل القديم كما هي لم يتغير فيها شيء وكان لا بد أن نرى التغير في الجوهر والرأس لا في الرأس فقط ، فعلى سبيل المثال عندما صدر المرسوم السامي بتعيين وزير جديد خلفا لوزيرالإعلام السابق الذي هرم على كرسيه لخمسة وعشرون عاما ، قالها وبالحرف الواحد الوزير الخلف الذي تنفس معه الكثيرون الصعداء وأعدوا العدة لتغير مسار الإعلام في البلد قالها وبالحرف الواحد "لن يتغير شيء؟" وفعلا هذا ما حدث ، فكان خير خلفا لخير سلف ...
فإذا ما كانت عقول قادة إعلامنا بهذه الصورة والتي لا تنشد التغيير للأفضل وتبقي سياسات عفى عليها الزمن محل التنفيذ فلا بأس بأن نرضى بأن تكون حال صحفنا كما هي عليه الأن ، ولعل الأنسب للوصف هو ما يقال كثيرا أو ما يعبر عن الصحافة بأنها المرآة التي تعكس لنا الحالة التي يكون عليها المجتمع ، وهذا حال مجتمعنا يكفيه القليل ولا يطمح للكثير ... وإن طمح فيكفيه عشرون ريال زيادة في راتبه ...

والأمر الأخر الذي يزيد الطين بله عندما يتحرك حراك صحفي بسيط لا يعد سوى مجاملة سواء على نطاق الصحافة المكتوبة أو الإفتراضية كتلك الجهود الفردية من جريدة الزمن أو أطروحات أعضاء المنتديات ويبدأ دق إنذار الخطر على سوء تصرف من مسؤل لمسؤلياته أو فساد بدء ينخر في أحد مؤسسات أصحاب القرار أو غيرها من أنواع الفساد ، وبدل أن تقوم الحكومة بممارسة التحري والتحقق في أمر ذلك تقوم بممارسة التضيق على الخبر وصاحب الخبر وترقية الأخر لمنصب أعلى وأهم.

أخيرا وليس أخرا ... ما يحتاجه الشعب في المستقبل هو مجتمع مدني واسع الأفق يشارك في مسار التنمة بل ويحدد مسارها ، بحيث يضيق الخناق على قيود الحريات ويبقي المجتمع مشاركا في مستقبله ومستقبل أجياله ... فعلى كل مؤسسات المجتمع المدني التفكير وبقوة في بناء كوادر القيادة والمساهمه في زجهم في مختلف المناصب الحكومية وعليه أخذ زمام المبادرة بإنتقاد تصرفات من ولوا أمرا ومسائلة من يستخدم مسئولياتهم في تصريف مصالحهم.

وهنا لا بد أن أشير إلى أن مسار الصحافة والإعلام لا بد أن ينقلب على عقبيه وتتغير تلك الجرائد الشائخة والتلفزيون الهرم من مطبلات وتزييف الحقائق إلى مشاركات في تنمية المجتمع المدني والخروج بمجتمع معرفي مقتصد يعي ما له وما عليه ، ولست هنا أشك في أن قابوس حفظه الله يريد ذلك ، يريد أن يرى ذلك المجتمع المدني والإعلام الرائع الذي يرفع أسمه إلى العلياء ويشارك في تصحيح المسار......................)

وأ خيرا, هناك برامج ربما جميل ذكرها هنا ولست حاملا لها هماً سوى أنها مشاريع تغيير كبيرة وإنطلاق للكلمة التي يراد بها حق لتغيير الباطل .... ومنها رياح التغيير لطارق سويدان مشروع حياة ، لقاءات فكرية مع جهابذة الفكر العربي والإقتصادي و الإسلامي في الرسالة وقناة إقرأ وقناة المجد والجزيرة والعربية وسي أن بي سي العربية والغريب أم بي سي المائعة تتبنى برنامج خواطر للشقيري ، الجزيرة للأطفال (مع إعتراضي لبعض برامجها الكريهه) لكنها تتبنى أروع برامج الشهر مع فتية يحفظون القرآن ويتلونه حق تلاوته ، برامج ورسالة واضحة لكل طفل مسلم غيور على دينه وقرأنه ولغته ... هذه بعض النماذج لبرامج الإعلام التلفزيوني الإيجابي في مجتمع مسلم غيور والذي ننشده ومنهجية التغيير التي وعدنا بها السلطان قابوس حفظه الله .... منذ أن إعتلى عرش الحكم.


رفع الله شأنكم جميعا ..

تقبل الله صيامكم وقيامكم في هذا الشهر الفضيل ...

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رسالة لأخي بدر العبري …

فوهة المدفع والبارود .... كلمة حق

القيم التي تعيش عليها الحياة الزوجية