درب ومسار .. نتائج خلل وفساد
الكتاب السياسيين كثيرا ما يجدون أنفسهم في مواقف تبرير فيما يسطرونه بإقلامهم من مقالات والتي تتحدث عن الخلل والفساد الإداري والمالي و(الفكري)! ، سواء تلك التي تنشر غسيل شخص بعينه أو عن مؤسسة ما، وفي هذه المواقف يكون هؤلاء الكتاب أكثر جرءة ويُصرحون علانية بأن ذلك الذي تتحدثون عنه – إن كان هذا فعله - فهو فاسد أو أن تلك المؤسسة – إن كان هذا ما يحدث فيها - فهي ضحية لصوص ومخربين، البعض يعتقد ويبرر هذا الفساد بأنه حرب بين طرفين –الخير والشر- منذ أن خلق الله البشرية قائمة وحتى يبعث الله من في القبور ... والله أني لا أطيق هذا التبرير في أرض مليئة خيرات وثروات ، تنضح بحارها الياقوت والمرجان وأرضها الذهب والفضة وحكومتها ودينها عدل.
الفساد الإداري والفساد الفكري يتلوه الفساد المالي ... فساد أساسه المصلحة الذاتية والأنانية وأحيانا همجية وعمل دون مسؤلية ودون إعتبارات للنتائج، يرمون بعرض الحائط كل النتائج سواء خسائر مادية فادحة كانت أو عقول ومهارات، نتائج تقتل طموح أجيال وتكدسهم على الطرقات وفي أقل الوظائف والدرجات.
شرفاء - إجرام وجنح - ينطلقون من مفهوم التكليف والمسؤلية والتخويل لأكل حقوق أٌناس كثيرين ، ذلك يسرق خمسة وثلاثين ألف ريال شهريا رواتب موتى ومتقاعدين لأكثر من أربع سنوات والأخر يطرح مناقصات تعطى حصريا شركته وشركة أباءه العطاءات والأخر يستنزف عبطا أموال الموازنات والمخصصات لمشروع أو مشاريع نهايتها دائما زيادة في التكاليف أو فشل وغلق الملف - وكأن شيء لم يكن - أما الأخر فأسس شركة كتبها بإسم إبنته ذات العشر ربيع ليدخل مناقصات تخرج بين أروقة أدراجه للإعتماد وبدء التنفيذ، ويا ويل من تجرء ونافس ، فحتما سيدرج في القائمة السوداء، والبعض يستثني قريبه وشريك ماله في منصب أو عقد أو حتى قطعة أرض وملكيات، ومعوج أخر يرى أن الأجيال تحتاج الى مهرجانات و معازف ومعارض أزياء فرنسيات.
هي دعوة لهؤلاء علها تصل هذه الكلمات ... وخلاصة تفكيرعلها تكون مؤثرات ...
النتيجة الأولى ... جيل بأكمله يلعنكم (كل ما جاءت أمة لعنت أختها)
وأقرر هذا بأنها أولى النتائج وأبشعها ، فما صلح أوله صلح أخره ، وما نكتبه في أروقة هذه السبلة لا يعدوا نقطة في بحر مما يقال فيكم يا أهل الفساد والإفساد في أبشع صور التصوير والكلمات، وهذه ردة فعل لا تعدوا أكثر من فوهة سكارة، يتنفس منها الأغلبية ويطلق صيحات الإستنكار بطريقته الخاصة، وسقطت مفاهيم التجسس وعرف الشعب أن سلطانهم له أعين تسهر لمصلحة الشعب نفسه وحفظ الأمن لا تلك التي نعتقد أنها تنقل القيل والقال فيمن خان أرضه وإخوانه وبان عواره، وعرفنا أن الحكومة تضرب بعصا من حديد لأولئك الذين ثبتت إدانتهم وإنكشفت دسائسهم ، ولن يقنن الفساد بأوهام وخيالات الماضي، وستنبري الأقلام ويصرح المظلومين بصوت عالي أن لهم مظالم - ولو كان الظلم لشبر أرض أخذها مسؤل جائر!
تلعنكم طوابير من أجيال يسئلون عن هدر الأموال وإشباع الجيوب وتقسيم الناس إلى طبقات فقيرة وغنية ، سيل من اللعنات لا ينطفي نارها إلا بجيل يصلح ما أفسده دهور فسادكم وستصطر أسمائكم في قائمة مزبلة الفساد التاريخية – وإن غابت أسمائكم عند الناس فلن تغيب عند ملك الناس.
فهذا نداء لك يا رقابة الخزينة و المالية ووضع المقصل على المفصل ورتق الفتق قبل أن يتسع ...
النتيجة الثانية ... فوضى عارمة في الكثير من المؤسسات.
معاناه ، من مسؤل ، ومن راتب ، ومن قوانين ومن كل شيء يتعلق بحياة بعض أٌناس كثيرين داخل الوظيفه أو خدمات ، هي حقوق من ثروات البلاد ، فوضى إدارية ومالية وفكرية ، نزيف أموال وتخبط إدارات ، وضحايا فساد! .. فساد إداري ... فئة تعالت لترى الناس صغار! أُناس وضعت بعامل المحسوبية لسد فجوة إدارية (فيلعن جهله ويرتق نقصه بشيء – نراه نحن فساد ويراه هو قوة وحزم وإصرار! معكوس المفاهيم) ... أو أناني يريد مصلحته أو فاسد مالي يريد أن يختلس ويزيد ما في جيبه ويوسع إمبراطوريته ... وقوانيين تحبس الأنفاس حالها كحال كلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث ، لا تضبط ولا تربط.
فوضى في كل مكان وأوقات معلنة للجميع أنها مهدره ، دون نتائج واضحة ورؤية مكتوبة مدروسة، ليس لأن العامل الصغير غير قادر على الإنتاج - لا - بل الإحباط والشعور بالظلم يقتل عندهم روح الجهاد في العمل وعندها يأتي الأرباب ليقول أن العماني غير نافع ... !
فهذا نداء لك يا رقابة العمل والعمال ووضع المقصل على المفصل ورتق الفتق قبل أن يتسع ...
النتيجة الثالثة ... ضياع الأجيال بهدر مقدراتها التعليمية والفكرية.
إن كان هذا النوع من نتائج الخلل الإداري والمالي تصيب مقدرات البلد المخصصة للأجيال القادمة بهدره وسرقته فيالها من مصيبة و إن كانت النتيجة في خلل الفكر و مؤسساتنا التعليمية والتوجيهيه فذلك الموت البطيء لأمة قادمة جهلها الى أخمص قدميها ... مليار من الريالات مخصصات التعليم والعمل دئوب ولكن المسار أعوج لخلل في فهم خطاب قابوسنا المعظم أننا نريد علماء لا محو أمية ومتعلمين ... فلا تسألني أبي قابوس من أين يأتي خريج ثانوية عامة لا يقرأ ولا يكتب وجامعي من جامعاتنا الخاصة لا يذكر ما تعلم ودرس أو قرأ وامتحن، والدعم الحكومي للتعليم بملايين الريالات والموازنات مدعومة وحسب الطلبات ، قابوس حفظه الله يريد علماء وبعض مسؤلينا يريدون بائعين وبائعات وبعض المراسلين وسواق للشاحنات - العمل شرف لكل مجتهد - لكن نريد الأفضل وبالتدريب يكون العماني في المقدمة كمدير في وكالات السيارات ومصانع البترول ومشاريع الإتصالات.
جامعات خاصة تريد أن تحقق أرباح فتستثمر في مصانع الرمل (الكسارات) ومصانع طابوق وقيل لها في خطابات سامية – الإستثمار في البشر والتعليم العالي غير ربحي - ونريد باحثين وعلماء يا أولو الألباب - ولكن على من تقرأ زبورك يا أبي قابوس! .. وحين يكون هذا النهج ، فماذا ننتظر ... سنرى تخبط الطموح ، أجيال تُستنزف مقدراتها واموالها.
وعن ما يغرسه إعلامنا في عقول صغارنا وكبارنا ، برامج وسيناريوهات قديمة ومستهلكه وممله ... فن لا يرقى بنا كمجتمع له تاريخ وحضارة وقيم خاصة ومباديء ... هل بدءنا من عصر النهضة أم منذ أن كانت عمان مجان وكانت نزوى بيضة الإسلام ! ... ففي التاريخ دروس وعبر ... فهناك صور وعبر حقيقية عالجتها مبادئنا كمجتمع مسلم محافظ شامخ لا ما نراه من تلكم المتبرجات السافرات رؤسهن كأسنمة البخت المائلة! .. إعلام يراعي الهوية العمانية ولكنه نسي القيم والمباديء العربية الإسلامية! ...
وليتك يا معاوية عندما سألك وزير الديوان ، ما هي أفكارك في تطوير الدراما العمانية أن تقول له إرجع لتاريخ وحاضر عمان وخذ منه ما شئت لتطوير الدراما والإعلام بإكمله ... لا أن تقول له نريد ممثلين وومثلات أعمارهم تحت الثلاثينيات!!! .. فقل خير هداك الله – أو ــ إعتذر.
سؤال لكل مسؤل : أين أبنائكم يدرسون؟ خيار من إثنين (مدارس خاصة – جامعات إمريكية وأروبية)
سؤال آخر : هل تثق في المدراس الحكومية؟ (قليلا - لا)
في هذه النتيجة خلل أتمنى من وزير التربية والتعليم ووزير الإعلام الإلتفات وإشراك مؤسسات المجتمع المدني في تطوير التعليم والإعلام .. فهما ركيزتا التقدم في هذا العصر ... والخروج من الدائرة الضيقة إلى الدائرة الأوسع فقابوس إءتمنكم ويريد لشعبه أفضل تعليم وأفضل إعلام ...
هذا غيض من فيض والنتائج تتوالى إن لم نسارع برتق الفتق فلربما يتسع ...
تعليقات