المشاركات

عرض المشاركات من نوفمبر, ٢٠٢٠

السنة المنسية .. !!!

عبارة لو نزلت على الرعيل الأول والصحابة الكرام لكانت كالصاعقة التي لا تترك ولا تذر ، فاليوم كم من مستهين بالسنة النبوية يترعرع ويتربى على فروض بدون سنن كشجرة بدون ورق ، وما جاءت السنة النبوية إلا بفروض الله وأحكامه. فالتشريع الصادر عن السنة النبوية هو تشريع رباني جاء من عنده تعالى ، فقد قال تعالى في إستقبال بيت المقدس قبل التوجه إلى الكعبة المشرفة :( وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبية) و لم يشرع بنص القرأن وإنما شرع بسنة مصطفوية، وقد أسند الله تعالى جعل ذلك الى نفسه ، إذن هل نقول التوجه للقبلة الأولى سنة وخيارا تركها؟!! والإمام جابر يقول لمن خالف السنة (يعيد ما خالف من السنة من صلاته، ولا يستقيم للناس ما خالفوا السنة) وعن العلامة سالم بن ذكوان (فإن الله أرسل رسوله ليطاع، وأنزل كتابه لليتبع ، وليحكم بين الناس فيما إختلفوا فيه ) ... فالقضية التي يغفل عنها الناس أن السنة لم يجعلها رسول الله ( وهي جعل تشريعي)  خيارا للمتعبد، بل هي مكملات الفرائض و لا تتم العبادات بتركها ، وكم من سنة في فرض لا تستقيم إلا بها ، فطاعة الرسول طاعة مطلقة ، وترت...

رسالة لأبي الوارث السليماني .. مدينة نزوى

الأخ العزيز والصاحب الصالح، الخطيب الواعظ، صديقي أبو الوارث ، مررت بمكتبة ذواقة ورأيت بين رفوفها كتاب يحمل عنوانا شدني ولمؤلف أثق في كلماته وفي طرحه كان خطيبا او كان كاتبا، ولأني شديد الحرص على إنتقاء عنوايين ومحتوى وعادة ما أمسح الكتاب في وقفة واحدة تطول بطول الكتاب، قررت أن أشتري كتابك دون تلك الوقفة، ولاء لمدينتي وحبا لصحبة عرفتك فيها أخ ناصحا. تصفحت الكتاب وبين ثناياه جرئة في الطرح ولغة رصينة موزونة وأسلوب شيق ممتع، لا تمل من الاستمرار في القراءة ، ولو ان الكتاب بحثا لدراسة أكاديمية فالقيود كثيرة، ولكن لا زال الأسلوب يشد القاريء ويمتع الذوق. وفقت في المحتوى والمتون التي استعنت بها ، ووفقت في وصف الوقائع بمنهجية وحرص شديد كي تؤطر لحقبة غابرة ليس بالسهل أن تجد بين ثنايا كتب كثيرة تفاصيل تروي ضمء الباحث. وكي لا أطيل، هناك إقتراح لبحث يخرج من هذه الدراسة للعبر والدروس التي يستفاد منها في عصرنا هذا ولا ريب أن يكون في المقام الأول طرق نشر العلم والمشهد الثقافي الذي أداره العلماء الأفذاذ في تلك الفترة، ثم المعايير الإقتصادية والجغرافية التي إزدهرت من خلاله الزراعة والصناعة وأسباب إز...

نشوة الإسبريسوا .... !

نشوة الإسبرسوا .. لا نجد اليوم أحدا لا يشتهي شرب القهوة، ولطعمها بين الأصحاب لذة تعتلي نشوة الشارب وكأنها تطلق إنزيم النيروفين فترسل شعورها الى كل خلية من خلايا الجسم  فتجد الحديث مسترسل تتلاطم الكلمات كأنها تنزل من شلال جارف .. حتى إذا ما تناقص الشعور ، طلب المنتشي (شوت) آخر ، ليبدأ مغامرة وجدال جديد. أفترض اعتباطا لا جدلا ولا حقيقة أن الطليان أفضل من صنعها وطورها وجعلها تشرب في أماكن خاصة ، ثم انجرفت تلك النزعة بسخاء في أوطان الغرب ثم نزلت تتدحرج إلينا  ، فغيرت مسارات الحياة ليجد الكثيرين مبتغاهم اليها، والمبتغي ، لا يهم قدره الإجتماعي ،فهم بين تاجرا ومتقاعدا أو حتى دارسا وباحثا وعاطل. هي مبتغى المبتغين بتنوع مآربهم وتوجهاتهم وأذواقهم. لكني وإن كنت مبتغا لها فلي مع الدنوا اليها كلمة، فقد أصبحت هذه المقاهي على قارعة الطرقات ، وللدين فيها كلمة ، فالنصح واجب و نبريء الى الله الذمة ، فسمع يا مبتغي نشوة الاسبرسوا ، رفع الله قدرك: فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: "إِيَّاكُمْ وَالْجُلُوسَ عَلَى الطُّرُقَاتِ". قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ل...