الفساد المالي ... هل فائض الموازنات من مظاهر هدر المال؟
إن الحديث عن الفساد المالي ثابت راسخ وهدف سامي سامق لإجتثاث أسباب الفساد وسد ذرائعه ، ولكن أمر مهم يشغلني وهو أمر الهرف في سطحيات واقع الفساد المالي دون الخوض في الحلول، ولكني تجاوزت ذلك الأمر بوضع المشكلة والحل في مقال واحد. من جهة أخرى ، نصحني أحدهم بعدم الكتابة في قضايا تستفز أفرادا سلطوين أو إستنفار جمهور الناس لقضايا حساسة، لذلك و بتلك النصحية حاولت أن أستنفر ذهني بكتابات ترضي الطرفين، بحيث تهتم بأمر الناس وفي المقابل لا تستفز أحدا من أولائك المعنين ، فعسى أن لا يفيض المداد دون أن أعلم في أي صفحة وقع. في هذه المرة لن أخوض في التعاريف والنظريات فكم هي مملة وحديثي عن الفساد المالي والصرف الهمجي للمال العام وهو متنوع الأشكال والمظاهر، وبمعناه السطحي المعروف ، هو صرف المال المخصص من غير مسؤلية ولا إكتراث يكون على أشكال متعددة منها الصرف دون وضع هدف وتغييب كامل لنتائج هذا الصرف، وهذا هو محور حديثي، فلن أخوض في الإختلاسات ولا السرقات ولا الرشوة ولا أشكال الفساد المالي المبطن ببطان المشاريع والمناقصات، ولكنه حديث سيسترسل في وصف صرف مقدرات وثروات الوطن دون مبالاه ولا وعي بالنتائج. ففي أحد...